تعددت الألعاب في تاريخ المغرب التي كان المغاربة يقضون بها أوقاتهم بين الألعاب التي كانت تمارس في القصور وبين التي كان يلعبها العامة. وقد عرف المغرب في العصر المريني ألعابا كان السلاطين يتعاطون لها. كما نلاحظ ألعابا أخرى مازالنا نلعبها إلى اليوم ظهرت في المغرب السعدي من بين كل الألعاب في العالم.
الألعاب في العصر المريني
كانت هناك ألعاب في العصر المريني خاصة تجري بقصور السلاطين فقد روي أن أحد سلاطين المرينيين أبا عنان المريني كان يشرف في أيامه من أحد أبراج القصر على مصارعة بين الثور والأسد، وقد وصف ابن جزي أحد هذه العروض التي حضرها بقوله :
الله يوم بدار الملك مر به من العجائب لم يجر في خلدي الاح الخليفة في برج العلا قمرا يشاهد الحرب بين الثور والأسد
وللسان الدين ابن الخطيب قصيدة طويلة أنشأها بمناسبة اعذار أبي عنان المريني أحد أنجاله ، وفيها يصف
«الطلبة (؟) التي نصبها في الهواء يرسلون العصي إليها ، والثيران التي أرسل عليها الأكلب الرومية تمسكها في صورة القرط من آذانها . (1)
كما تواجدت في مدينة بسبتة أماكن ألعاب الرماية والسباق متعددة ، حسبما جاء في اختصار الأخبار، إذ كانت هناك مرام خاصة بللعب لكل مجموعة من السكان تربطهم رابطة معينة ، فكانت هناك مثلا ، مرام خاصة بالقاضي وكبار الفقهاء وغيرهم "فان الرمي طبع لأهل سبتة طبعوا عليه ، فلا تلقي شريفة ولا مشروفة ولا كبيرة ولا صغيرة إلا وله بصر بالرمي" .
الألعاب في العصر السعدي
أما في العصر السعدي فقد ذكر ابراهيم حركات في كتابه المغرب عبر التاريخ أن المغاربة ابتدأ أو بعض أوساطهم بتعاطي أحد أشهر الألعاب وهي لعبة «الكارطة» التي مازال المغاربة يلعبونها. وقد وصلت هذه اللعبة المغرب عن طريق بعض العلوج (2) أو الأندلسيين على ما يرجح ، فقد لاحظ السائح «جان موكي» حراس باب القصر السعدي بمراكش يلعبون لعبت «الكارطة» بمهارة فائقة ، وكان ذلك في أوائل القرن 17م .
ولا يعرف مصدر هذه اللعبة ، ولكن يرجح أن أصلها من الشرق (الصين أو الهند أو إيران) ، وقد دخلت إلى المغرب عن طريق عرب إسبانيا . وعلى العموم فقد انتشرت في أوائل القرن 15 م في أوروبا بعد أن مر على ظهورها في الشرق زمن طويل .
(1) أحمد المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب مصنف 9 ، ص204
(2) مغاربة دوي أصل اسباني مسيحي أسروا على طريقة الإنكشارية وهم صغر وأسلموا أو على الأقل تظاهروا بالإسلام