جمهورية ابي رقراق المغربية .. قراصنة سلا الذين أرعبوا الأوربيين

قراصنة سلا pdf قراصنة سلا المغربية قراصنة سلا ويكي سلسلة قراصنة قصة قراصنة سلا شعار قراصنة سلا جمعية قراصنة سلا تاسيس قراصنة سلا قراصنة مدينة سلا كتاب قراصنة سلا جمهورية قراصنة سلا تاريخ قراصنة سلا سلاح القراصنة، جمهورية أبي رقراق جمهورية أبي رقراق pdf جمهورية قراصنة أبي رقراق.. رعب طارد أوروبا ابي رقراق جمعية ابي رقراق منبع نهر ابي رقراق جمهورية قراصنة أبي رقراق نهر أبي رقراق

تعتبر جمهورية قراصنة سلا أو ما سمي جمهورية أبي رقراق و الجمهوريات الثلاث. من أفرد المحطات في تاريخ سلا. فقد جمعت هذه الجمهورية مكونات بشرية مختلفة العرق والدين. كما استطاعت جمهورية ابي رقراق أن تبرز وجودها في البحر الأبيض المتوسط والعالمية وترعب الأوربيين. حيث وصلت غاراتها إلى ايرلندا و ايسلندا. 




يعود تاريخ صناعة السفن والقرصنة في سلا إلى بداية القرن الثالث عشر. لكن تطور الأسطول القرصاني الذي ارعب أعالي البحار وسواحل اوربا لم يبدا إلا عند مجيء لهورناتشیین والموريسكيين واستقرارهم بالضفة اليسرى لنهر ابي رقراق (موضوع جمهورية سلا أيام المجاهد العياشي). ورغم أن تنامي القرصنة المرتبط من دون شك بالمهاجرين الجدد، فإن لوائح الرياس والملاحين تشير بوضوح إلى الدور الفعال الذي لعبه اهل سلا في إعادة بناء ذلك التوازن الطبيعي بين المسلمين والنصارى الذي أفسده التاريخ . لقد ساهمت القرصنة في أوائل القرد السابع عشر في تكوين ثروة مشتركة بين الجمهوريات الثلاث  ولكن أيضا في الكثير من نزاعاتها الداخلية.



خريطة الجمهويات الثلات أو ماسمي بجمهورية ابي رقراق (يقصد بالجمهوريات الثلات جمهورية سلا القديمة وسلا الجديدة (الرباط) و قصبة الودايا وكان لكل جمهورية ممثلون داخل جمهورية ابي رقراق )




طبيعة جمهورية قراصنة سلا

الفت عشرات الكتب والمقالات حول قراصنة سلا، ركزت جلها على دور المردتين في تنظيم القرصنة وقيادتها. لقد جذب أبو رقراق، بكل تأكيد، عناصر متنوعة من قراصنة من البحر الأبيض المتوسط. فبغض النظر عن الدين، نلمس في نفس الفترة، عدة تشابهات في البنية الاجتماعية والاقتصادية بين الجمهوريات الثلاث والجزائر وتونس وطرابلس من جهة وجينوة وبيزة وليفورنو وبرشلونة من جهة ثانية. وتستحق هذه الخصائص المشتركة للحضارة المتوسطية في القرن السابع عش ، بما في ذلك الحويلات البحرية لشمال إفريقيا ان تدرس من جميع الجوانب. 




ورغم ما يظهر من اختلافات "ايديولوجية"، يبقى من المفيد أن نرصد على ضوء ذلك، منطق القرصنة واهميتها بالنسبة للسلاويين. و أوضح محمد حجي في فصل تحت عنوان "اسطول الجهاد او القرصنة السلاوية" أن المعنى العربي لكلمة قرصنة.

" لا ينسجم مع الدلالة التي تمنحها اياه اللغات الأجنبية. يقول: "اعنی بالقراصنة السلاويين أولئك المجاهدين الأندلسيين والمغاربة الذين خاضوا بسفنهم عباب البحر للدفاع عن حوزة الوطن أو للثار من الإسبانيين الذين ساموا المسلمين في الأندلس سوء العذاب واخرجوهم من ديارهم واموالهم بغير حق".




ينظر اهل سلا، إذا، إلى القتل والسلب في أعالي البحار لو في سواحل اوربا من باب مواصلة جهاد الدول الوسيطية والدفاع عن الثغور الساحلية . لقد حظي القراصنة ببركة صلحاء المدينة وبالاندماج بين سكانها. لكن هذا لا ينفي مشاركة القراصنة المرتدين الذين كان غرضهم من القدوم إلى سلا هو اقتسام غنائم البحر. لا يزال اهل المدينة، إلى اليوم، وهم يتكلمون عن العائلات المرتدة القديمة، يقولون بنوع من السخرية: "شوف فصندوق احصاصرة توجد طاقية النصارى، ولفنانشة لعلوج ف الصلهم ظاهرين من زروقيت عينيهم". ورغم أنهم كانوا إسلاميين (تسمية اطلقت على النصاري و اليهود الذين اسلموا)، لم يكن أصلهم ليعيق انصهارهم في قواعد المجتمع وقيمه، ولا ليمنعهم من بلوغ مراتب الجاه. ثم من وطاة الاندماج الاجتماعي والثقافي جعل من هؤلاء القراصنة المرتدين مجاهدین في سبيل الله وأبرز هؤلاء الذين بلغوا العظمة جان جانزون الذي اصبح اسمه مراد الرايس الذي قاد غارات في ايرلندا و ايسلندا و أصبح من زعماء الجمهورية





قوة غزاة البحر :

لم تكن لدى جمهورية أبي رقراق فما ترويه بعض الوثائق أكثر من أربع بواخر سنة 1617م (1026ه) ثم أصبحت في سنة 1036ه (1626م) تبلغ الستين . وقد اقترح قائد أسطول فرنسي على ريشيليو وزير فرنسا المشهور أن يسمح بإغراق باخرة فرنسية في حوض ميناء أبي رقراق حتى يضطر السلطان إلى عقد اتفاق مع فرنسا من شأنه أن يوقف القرصنة الموريسكية التي كانت حسب هذا القائد تستولي على أكبر عدد من البواخر الفرنسية بالقياس إلى مراكز القرصنة الأخرى . وهكذا يضطر القراصنة إلى تحرير الأسرى الفرنسيين ، وعلى الرغم من أن الأسطول الفرنسي طبق هذه الخطة فعلا فإنها لم تؤد إلى نتيجة .



كانت بواخر قراصنة سلا تجلب في الغالب من أوروبا ، كما كانوا يصنعون عددا منها بمساعدة الهولنديين في عين المكان ، وكانوا يصلون في مغامراتهم إلى الشواطئ الإنجليزية ويهاجمون السفن الأجنبية على غرة لأنها تأمن جانبهم حيث كانوا يرفعون الأعلام الإسبانية وغيرها إيهاما.



ففي الفترة الممتدة من 1618 إلى 1626، وحدها، - وربما كان في الأمر شيئا من المبالغة - أسر قراصنة أبي رقراق 6000 نصراني وحصلوا على غنيمة وصلت قيمتها إلى 15 مليون جنیر. فالأسطول القرصاني الذي أغار على سواحل إنجلترا وفرنسا واسبانيا كان يتوفر على 30 إلى 40 سفينة. وكان لكل سفينة زهاء 20 منفعا، يحركها حوالي مئتي ملاح. وتكمن بعض عوامل نجاح هؤلاء القراصنة في الطبيعة الخاصة للحاجز الرملي لمدخل وادي أبي رقراق والذي لا تدخل مرساه سوی السفن الصغيرة نسبيا. وعليه، كان يستحيل على السفن الأوربية ذات للحمولة الهائلة مهاجمة القرصان إلا في أعالي البحار. 





التجارة والرخاء في جمهورية ابي رقراق

كانت سلا، ولوقت طويل، مرسی هاما للتجار الأوربيين والمغاربة. ففي القرنين 17 و 18 ، شهد مصب أبي رقراق نشاطا تجاريا كبيرا. فقد كان الأفضل في المغرب بدون منازع. وكان من الطبيعي أن تتعايش القرصنة والملاحة.


كان السلاويون يشترون من السفن الأوربية القادمة إلى الميناء المواد المصنعة وتحديدا الأسلحة والبارود، ويحصلون منها على أهم الغنائم. اما للتهريب فكان، هو أيضا موضوع رواج تجاري عالمي في المدن المغربية، على غرار مدن ليفورنو وبيزة وجنوة لأن اهم اسواق هذه المواد وجدت في اوربا الغربية. علاوة على ذلك.


كانت تتطلب كليات لغتداء الأسري اتصالات دائمة بين الأمم الأوربية والمغرب. وغالبا ما كانت تتم المحادثات في الرباط وسلا بین الأخصائيين، أعضاء البعثات الدينية الأوربية من جهة وتجار العدوتين من جهة ثانية .


تمثلت أهم الوفود التجارية بحاضرني ابي رقراق ف ي هولندة وإنجلترة. وقع الطرفان معاهدات تجارية في سنوات 1610 ،1615 ، 1657 ، 1658 و1659. وقد تميز الاتفاق الأخير باستقبال المستعرب الشهير جاكوب جولبوس لوفد ملاوي برسه ابراهیم معنينو، أحد أكبر وجهاء المدينة . اتفاق كان من نتائجه قبول الطرف المغربي ارسال مجموعة من المخطوطات.



في أواسط القرن 17، استمر الفرنسيون في الحفاظ على علاقات تجارية متينة مع مرسی العدوتين، بل وحصلوا علی قنصلية عامة، الأولى من نوعها بزنقة القناصلة بالرباط والواقع، يصعب علينا تقييم القيمة الإجمالية للتجارة الخارجية في ذلك الحين، إلا أن بعض المعلومات تشير إلى أهميتها البالغة. فمدينة مرسيليا، مثلا، كانت ترسل سنويا عدة سفن إلى سلا حمولة الواحدة منها تفوق 4000 کرونة. وتعود هذه السفن إلى فرنسا محملة بالجلود والصوف وريش النعام وقطع الذهب.


 لقد لعبت سلا باعتبارها محطة للقوافل الآتية من السودان دورا هاما في تفعيل الصادرات نحو أوربا، فإلى جانب الحبوب والجلود حملت القوافل المعادن النفيسة مثل النحاس والبرونز ومواد متنوعة كالصمغ والسندروس والغربيون وسلع أخرى، كمالية بالنسبة للأوربيين، مثل التمر والعاج والريش. 



ومن جهة أخرى روجت اسواق سلا بضائع اوربية كالورق والصباغة والأنسجة. وقد وصل حجم الاستيراد من فرنسا خلال سنة واحدة، في نهاية القرن 17، إلى نصف مليون فرنك فرنسي. كانت إذا الأرباح التي حققتها فرنسا بمدينة سلا هامة.


ويذكر اسير مسیحي، قضى سنوات عديدة في المغرب عند نهاية القرن 17 أن التجار الأكثر غنى كانوا يقطنون سلا وليس الرباط، وانهم كانوا يتكونون من المسلمين واليهود علي السواء. فغالبا ما وصفت الطائفة اليهودية بالمغرب بانها نافذة البلاد على اوربا .




 

 

 ابراهيم حركات - المغرب عبر التاريخ, الجزء الثاتي , الطبعة الثالثة , دار الرشاد الحديثة , الدار البيضاء , 1993 .

كينيث براون - موجز تاريخ سلا 1000- 1800، الطبعة الأولى، مشورات مجلة أمل للتاريخ، الدار البيضاء

الاستقصا للمؤرخ الناصري الجزء السادس


 

تعليقات