بعد عزل والي افريقية حسان بن نعمان في سنة 85 ه/704م . عين موسی بن نصير مكانه في أواخر نفس السنة، وكان قبل ذلك عاملا لعبد الملك بن مروان على خراج العراق. و قام موسى بن نصير باكمال الفتوحات في بلاد المغرب بصفة نهائية . فكيف كانت ولاية موسى بن نصير؟
بدأ موسی بفتح قلعة زغوان وما يجاورها في أواخر سنة 85 ه/704م، وهي منطقة جبلية تقع بين القيروان وتونس، وكان يسكن زغوان قوم من البربر يتزعمهم أمير يدعی ورقطان، وكانوا يهددون القيروان ونواحيها فيغيرون عليها من وقت لآخر، فوجه إليهم موسی بن نصير 500 فارس بقيادة عبد الملك الخشني فهزمهم وقتل أميرهم وافتتح قلعتهم فبلغ عدد أسراهم 10000أسير، فكان بذلك أول سبی دخل القيروان في ولاية ابن نصير.وكانت الخطوة التالية في فتوحات موسى أن بعث قائده عياش بن أخيل إلى قبائل هوارة وزناتة فأغار عليها وانتصر على مقاتليها، وأسر منهم حوالي 5000 أسير فأجبروا على عقد الصلح مع المسلمين، أما قبيلة كتامة فصالحت موسی بن نصير. ومنها قبيلة صنهاجة التي وصلته الاخبار بأحوالها فأرسل إليها حوالي 4000 جندي فتمكن من إخضاعها. وكان موسى يبعث من يستطلع له أخبار القبائل ويستقصي أحوالها قبل الشروع في مهاجمتها.
ثم توجه مرسی نحو الجهاد البحري في آخر سنة 85 م/704م فنظم الغزوة المعروفة يغزوة الأشراف وصل فيها إلى صقلية وعاد بغنائم كثيرة في أوائل سنة 86 ه/705م، وفي أوائل سنة 86 م/705م توفي الخليفة عبد الملك فبعث موسی بیعته إلى الخليفة الجديد الوليد بن عبد الملك، فكتب هذا الأخير إلى موسى يقر له بولاية إفريقية والمغرب.
وفي نفس السنة كلف موسى بن نصير عياش بن أخيل بمتابعة مهاجمة صقلية فدخل في شتاء نفس العام إلى سرقوسة (جنوب صقلية) كما توجه عبد الله بن مرة إلى جزيرة سردينيا القريبة من سواحل فرنسا في نفس السنة ففتحها.
كان المغرب قد فتح معظمه ولم يبق سوى المغرب الأقصى الذي طال أمد فتحه الأول، فخرج موسى بن نصير من إفريقية إلى طنجة ؛ ففرت أمامه بعض القبائل الأمازيغية إلى أقصى الغرب، فسار بجيش مولف من و جوه العرب ومن انضاف إليهم من الأمازيغ فانتصر على العديد من القبائل، وواصل زحفه حتى وصل إلى السوس الأقصى في حدود سنة 87 م/706م.
أثر زحف جيش موسی نحو الغرب وانتصاراته المتتالية على باقي القبائل الأمازيغية فهرعت لتطلب الأمان وتسابقت في إعلان الولاء والدخول في الإسلام. ووعيا منه بأهمية العنصر الأمازيغي في جيشه، عين موسى القائد الأمازيغي طارق بن زياد عاملا على طنجة ونواحيها وترك معه جيشا من الأمازيغ، وترك معه أيضا 17 رجلا من العرب يعلمون السكان القرآن وشرائع الدين الإسلامي، فكان هولاء يتنقلون بين القبائل لدعوتها، وتم بالتدريج إسلام أهل المغرب الأقصى. ولم تمتنع علی موسی سوی مدينة سبتة لمناعتها ووصول الإمدادات إليها من إسبانيا عن طريق البحر.
أحمد بن خالد الناصري- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الجزء الأول
احمد عزاوي - مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي , الجزء الأول , الطبعة الثالثة , rabat net maroc , الرباط , 2012.
محاضرات الأستاذ محمد المغراوي - كلية الأداب و العلوم الانسانية جامعة محمد الخامس الرباط.