مقاومة ديهيا الملكة الامازيغية .."الكاهنة" للفتح الإسلامي لبلاد المغرب

الكاهنة ديهيا pdf الكاهنة ديهيا khenchela ابناء الكاهنة ديهيا وفاة الكاهنة ديهيا موت الكاهنة ديهيا لماذا سميت ديهيا الكاهنة ديهيا ملكة الامازيغ الكاهنة ديهيا ويكيبيديا الكاهنة ديهيا كيف ماتت الكاهنة ديهيا ابن خلدون هل ديهيا مسلمة نهاية ديهيا ماسة ديهيا موت ديهيا ميلاد ديهيا مقبرة ديهيا قلعة ديهيا ديهيا فارسة الامازيغ

تعتبر مقاومة ديهيا ملكة الأمازيغ التي سمتها المصادر العربية ب"الكاهنة" من اعنف المقاومات التي لاقاها جيش الفتح في بلاد المغرب فبعد انتهاء مرحلة الفتح الاسلامي لبلاد المغرب التي قادها عقبة بن نافع بموته على يد أكسيل او سموه العرب بكسيلة. عين زهیر بن قيس البلوي سنة 69 م/689م على ولاية إفريقية وأمده عبد الملك بن مروان بجيش كبير، فسار إلى القيروان وقاتل جيش كسيلة فهزمه، وقتل کسيلة. ثم قتل زهير بن قيس في غارة خاطفة لأسطول الروم قرب طرابلس. و كانت هذه مرحلة القضاء على المقاومة الأمازيغية بزعامة زعيم أوربة أكسيل  واستكمال الفتح (69-90 / 709- 689 م). لكن مقاومة كسيلة ألهم قبائل أخرى التفت على ديهيا . فكيف كانت هذه المقاومة؟


 



- ولاية حسان بن النعمان (73-85م/704-693م) :

 بعد أن تغلب عبد الملك بن مروان علی ابن الزبير وحسم أمر الخلافة نهائيا للأمويين سنة 73ھ/693م)، وجه اهتمامه إلى المغرب فولی عليه حسان بن النعمان، الذي لم يفتأ أن تغلب على الروم وبسط نفوذه على البلاد كلها من برقة إلى أطراف المغرب الأقصى. في الوقت الذي قامت فيه بعض القبائل الأمازيغية بإفريقية وجبال الأوراس بعد مقتل کسيلة بالالتفاف  حول امرأة قيل عنها کاهنة تسميها بعض المصادر داهية بنت ماتيه بن تيغان الجراوية ملكة جبل الأوراس، واستطاعت أن تحكم قبضتها على المنطقة فأطاعها جميع سكان المنطقة. وبدأ حسان يستعد لمحاربتها لأنه بالقضاء عليها سيقضي على آخر مقاومة قوية، لكن جيش ديهيا استطاع الانتصار على المسلمين في وادي مسکيانة، وتم أسر نحو 80 رجلا من أشراف العرب، أفرجت عنهم ديهيا بعد انسحاب حسان من إفريقية، لكنها استثنت منهم رجلا واحدا هو خالد بن يزيد العبسي، أعجبت بشجاعته ووسامته فرغبت أن تتبناه. وكان لها ولدان أحدهما من أب أمازيغي والآخر من أب يوناني، وصار خالد واحدا من أبنائها.



لكن بالرغم من انتصار جیش ديهيا فإنها ظلت على يقين أن قوة وتنظيم الجيش الإسلامي سيمكنه من الانتصار لا محالة، فشرعت فيما يعرف بسياسة الأرض المحروقة، فأمرت بإحراق الغابات وتدمير الحصون وحرق المحاصيل الزراعية (لكي لا يتسنى للعرب اغتنام بها) وردم الآبار وتهديد التجارة حتى إن العديد من الروم قد فضلوا مغادرة البلاد بحرا نحو هيسبانيا وصقيلية. غير أن هذه الخطة أضرت بسمعتها في أوساط الروم والأمازيغ على حد سواء، فانتفض عنها معظم أنصارها وأرسلوا وفدا منهم إلى حسان بن النعمان يستنجدون به من ديهيا وسياستها التي أضرت بالبلاد بأسرها فوصلوا إليه ببرقة طالبين منه التدخل، بل عرضوا أيضا مساعدته في محاربة الكاهنة.




كان البيزنطيون بعد سقوط قرطاجنة في أيدي المسلمين، ينتظرون فرصة مواتية يستردون بها المدينة . فانتهز الإمبراطور ليونتیوس فرصة انتصار الكاهنة على العرب وأعد حملة بحرية بقيادة البطريق يوحنا، أغارت على قرطاجنة في سنة 78 ه/698م وقتل البيزنطيون من بها من المسلمين وسلبوا ونهبوا ما وصلت إليه أيديهم.

 

 - حملة حسان بن النعمان الثانية على ديهيا:

 

  بقي حسان ببرقة ينتظر المساعدات من الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان أثناءها على اتصال سري مع خالد بن يزيد العبسی ؛ هذا الأخير الذي كان يعلمه بمستجدات الأحداث داخل جماعة الكاهنة وبقي حسان زهاء 3 سنوات في برقة حتى عام 80 م/700م، عندما أمده الخليفة بجيش كبير، فبلغ مجموع قواته إلى 40 000 مقاتل. ولا شك أن ضخامة هذا الجيش كان نتيجة انضمام الأمازيغ إلى العرب في محاربة الكاهنة التي ما علمت بقرب جيش المسلمين حتى رحلت من جبل الأوراس بعد أن أوصت خالد بن يزيد بأن يصحب ولديها ويستأمن لهما عند حسان فأمنهما، أما هي فقررت أن تقاتل حتى الموت وزحف حسان بكامل قواته لمقاتلة جيشها، فلما اقترب من قابس لقيته الكاهنة تريد قلعة تتحصن بها فلم تتمكن، فهربت قاصدة جبل الأوراس ومعها صنم کبیر تحمله بين يديها على جمل فتبعها حسان حتى قرب من موضعها وبقي يطاردها حتى التقى بجيشها في سنة 82 م/702م عند بئر الكاهنة فهزم جيشها وتم قتلها، وبذلك تمكن حسان من القضاء على كل أثر للمقاومة في إفريقية وخضعت البلاد للقيادة العربية.





افريقية بعد القضاء على ديهيا 

 بعد الانتصار على ديهيا عاد حسان لمحاربة الروم الذين غزوا قرطاجنة واسترد المدينة منهم، ولكنه ظل يخشى أن يفاجئه الروم من البحر مرة ثانية ؛ فرأى أن يقيم تجاه قرطاجنة مدينة إسلامية تقع على البحر وتشرف على مدخل قرطاجنة، فبنی تونس على بعد نحو 12 ميلا شرقي قرطاجنة، وحولها إلى قاعدة بحرية تقلع منها الأساطيل، وأنشأ بها دارا لصناعة الأسطول وحفر الأرض حولها حتى غمرتها مياه البحر، وبذلك أصبحت ميناء بحريا هاما، وشيد بها دارا للإمارة وثكنات للجند وأسس بها مسجدا كبيرا أصبح يعرف فيما بعد بجامع الزيتونة، كذلك أمر بتجديد وتوسيع المسجد الجامع بالقيروان سنة 84 م /703م.




بعد انتهاء المعارك وجه حسان عنايته إلى تنظيم شؤون إفريقية إداريا، فدون الدواوين ونظم الخراج وفرضه على من بقي على النصرانية من الروم إفريقية، ثم بعث عماله إلى سائر بلاد المغرب واهتم بدعوة الأمازيغ إلى الإسلام ونجح في ذلك، فأسلمت أعداد كبيرة منهم. وفي سنة 85 ه/704م عزل حسان من طرف الأمير الأموي عبد العزيز بن مروان والي مصر.



وهكذا انتهت واحدة من أشهر المقاومات الأمازيغية ضد الفتح العربي. و التي كبدت العرب خسائر جسيمة و عرقلت صيرورة الفتح لعقد من الزمن.



 أحمد بن خالد الناصري- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الجزء الأول

احمد عزاوي - مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي , الجزء الأول , الطبعة الثالثة , rabat net maroc , الرباط , 2012.


  
محاضرات الأستاذ محمد المغراوي - كلية الأداب و العلوم الانسانية جامعة محمد الخامس الرباط.

تعليقات