معلومات عن المقال
عنوان المقال : العرب في عصر الموحدين بين الخضوع والتمرد
صاحب المقال : عبد الرحمن بشير
دار النشر : كلية الأداب جامعة زقازيق
الطبعة : 2011.
السياق التاريخي لموضوع المقال
بعد استقرار العرب في إفريقية بقرن من الزمان، غزاها الموحدون ساعين لفرض هيمنتهم على منطقةٍ كان العرب قد أصبحوا فيها أصحاب سلطان وامتيازات. وكان الصدام بين القوتين أمرًا لا مفر منه؛ فالعرب يسعون للحفاظ على مكتسباتهم، بينما الموحدون يطمحون إلى بسط نفوذهم. ولأول مرة، وجد العرب أنفسهم أمام قوة منظمة قادرة على قهرهم، حاولت أن تتعامل معهم بالدبلوماسية حينًا وبالقوة حينًا آخر. جاء رد فعل العرب مرتبكًا، تعكسه الظروف الصعبة التي كانوا يواجهونها.
قرر الموحدون الأوائل الاستفادة من القدرات القتالية للعرب، باعتبارهم فصيلاً يمكن أن يشكل قوة موازية للبربر، ويساهم في حفظ التوازن الداخلي للدولة. في هذا السياق، جاءت دعوات الخلفاء الأوائل للعرب بالهجرة إلى المغرب الأقصى والمشاركة في جهاد النصارى بالأندلس، ضمن خطة سياسية طموحة تعكس قدرة على الاحتواء. حاول الموحدون تبرير هجرتهم بشتى الوسائل، وعملوا على استمالتهم والتقرب منهم والاستقواء بهم عسكريًا لكونهم محاربين أكفاء.
كان واضحًا أن الموحدين يسعون إلى إدخال العنصر العربي في نسيج الدولة البربرية، حيث ادعى زعماؤهم الانتساب إلى العرب. ولم يتوانَ الخلفاء الأقوياء عن دعوتهم، تارة بالترغيب وتارة بالترهيب. فاستجاب بعضهم، بينما رفض آخرون. وبين الخضوع والتمرد، نسج العرب تاريخهم الخاص في المنطقة، مخلفين آثارًا سياسية واقتصادية واجتماعية.