تحميل كتاب الكيمياء عند العرب - روحي الخالدي pdf
معلومات عن الكتاب
اسم الكتاب : الكيمياء عند العرب
المؤلف : روحي الخالدي
صدر هذا الكتاب عام 1903.
صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام 2013.
نبذة عن موضوع الكتاب
يتحدث الكتاب عن تطور الكيمياء عند العرب للكاتب روحي الخالدي. وقد بدأ الاهتمام بالكيمياء عند العرب منذ العصر الأموي على يد خالد بن يزيد بن معاوية، وكان مدفوعًا بالفكرة التي كانت سائدة عند بعض العلماء في العصور القديمة والوسطى، وهي إمكانية تحويل المعادن الرخيسة إلى ذهب. ترجم بعض العلماء كتب الكيمياء اليونانية إلى العربية، ومن هنا نشأ ما عرف بعلم الصنعة، الذي ساهم في تقدم علم الكيمياء، كما دعا الاهتمام بالطب والصيدلة وتحضير الأدوية إلى الاهتمام بالكيمياء. علم الكيمياء. نظراً لكثرة ما قدمه العرب من علم الكيمياء، فقد وُصف بأنه علم عربي، ونتيجة لتجاربهم العلمية في مجال الكيمياء، توصل العرب إلى تحضير المواد التالية: حامض الكبريتيك، النيتريك والحامض، والصودا الكاوية التي تستخدم في صناعة الصابون، والحرير الصناعي، والأمونيا، والأنتيمون الذي يستخرجون منه الكحل لطب العيون. ونترات الفضة التي كانت تستخدم في الصيدلة. كما قاموا بإعداد أكسيد المنغنيز واستخدامه في صناعة الزجاج. بالإضافة إلى ذلك، أدخل العرب طريقة فصل الذهب عن الفضة عن طريق إذابته بالحامض. أتقن العلماء عمليات التقطير، والترشيح، والتسامي، والتبلور، والذوبان، والتسامي، والتكليس وغيرها، واستخدموا هذا العلم في الطب، والصناعات، وفي صناعة الأدوية، وتركيب الأدوية، وتكرير المعادن، وصنع الروائح العطرية، ودباغة الجلود، وصباغة الأقمشة، واستخدام الأدوية التي إذا دهن الخشب بها يستحيل استعمالها.
وقد طور العلماء المسلمون استخدام ملح البارود ونترات البوتاسيوم الذي اكتشفه الصينيون. استخدموا القوة الدافعة للبارود لاكتشاف الأسلحة النارية. وكانوا يصنعون خليطًا من الملح البارود والفحم والكبريت. لقد سحقوا الخليط جيدًا وحشوا به ثلث المدفع فقط حتى لا ينفجر. ووضعوا أمام هذا الخليط كرة حديدية تشبه القنبلة ثم أشعلوها. تنفجر النار في الخليط وترمي الكرة بقوة نحو الحصون وتجمعات العدو. استخدم المسلمون المدافع والأسلحة النارية في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، وأخذت أوروبا عنهم هذه الصناعة في القرن التالي وطورتها بعد ذلك.
ويرتبط نشوء علم الكيمياء وتطوره بالعالم العربي المسلم جابر بن حيان الكوفي (ت 200هـ-815م). وهو إمام الكيميائيين، وله في هذا العلم أكثر من خمسمائة كتاب. وقد تم تدريس كتبه في أوروبا لعدة قرون. ومن مؤلفاته: الميزان، نهاية الكمال، ورسالة في الأفران، وقد ترجمت إلى... اللغة اللاتينية، وكتاب التكليس، وكتاب الإيضاح الذي تحدث فيه عن تكوين المعادن. .
ويعتبر جابر بن حيان أول من قام بتحضير حامض الكبريتيك، والزاج، واكتشف حامض النيتريك، وماء الذهب، وكلوريد النيتروهيدروكلوريد، وكلوريد الزئبق. تُنسب إليه عدة اختراعات في مجال الكيمياء، منها: تقطير الخل للحصول على حمض الأسيتيك المركز، وتحضير طلاء يمنع الحديد من الصدأ، وصناعة الورق غير القابل للاحتراق، واستخدام ثاني أكسيد الكربون. يدخل المنجنيز في صناعة الزجاج، وصباغة الجلود، واستخدام الشب لتثبيت الألوان. كما يعتبر الرازي من كبار رجال علم الكيمياء. واشتهر بتطبيق المنهج العلمي في إجراء التجارب، وحقق سر الصناعة الذي لم يحققه العلماء السابقون، فتمكن من تحويل المعادن الأساسية إلى ذهب. ويقال أنه صنع أطباقه وأدواته من الذهب الخالص، لكنه احتفظ بسر ذلك لنفسه. الصناعة لاعتبارات أخلاقية. ويذكر في كتابه المعروف بـ "سر الأسرار" التجارب التي أجراها، ويصف المواد التي عمل بها، والأدوات والآلات التي استخدمها، ثم الطريقة التي اتبعها في تحضير المركب. وهذا هو المنهج الصحيح في البحث العلمي. ساهم الأندلسيون بشكل جيد في تقدم علم الكيمياء، وقد شهد هذا العلم نشاطًا جيدًا في عهد الخلافة، الذي ظهر فيه العلامة محمد بن الحارث بن أسد الخوشني. وممن اشتغل بالكيمياء، إضافة إلى عمله في الرياضيات والفلك، كان مسلمة بن أحمد المجارتي المتوفى سنة 398 هـ – 1007 م، ومن الكتب التي نسب إليه كتاب اسمه رتبة الحكيم، حيث يصف المجريطي بعض التجارب التي أجراها بنفسه.
والحقيقة أن كتاب رتبة الحاكم بما فيه من معارف وتجارب علمية يدل بوضوح على الكفاءة الكاملة التي يتمتع بها المجارتي في الكيمياء ومعرفته الواسعة بقضاياها، وليس في مجال الدراسة والنظرية فقط. بل أيضاً في مجال الخبرة العملية، وبجهوده المثمرة في علم الكيمياء أضاف الكثير.