مراحل الفتح الاسلامي لبلاد المغرب وتعريبه

 مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب,مراحل الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا,الفتح الاسلامي لبلاد الشام,المؤرخ الفتح الاسلامي لمصر بقيادة عمرو بن العاص,المغرب,الفتح الاسلامي لمصر,الفتح الاسلامي,الفتح الاسلامى,التاريخ الاسلامي بالمغرب,الفتوحات الإسلامية,تاريخ المغرب,بلاد المغرب,قصص من التاريخ الإسلامى,الفتوحات الاسلامية,قصة عقبة بن نافع الفصل الاول,الاسلامي,احوال مصر فى ظل الحكم الاسلامى,التاريخ الاسلامي,فتح الاندلس بدر اللامي,اصلاحات المخزن المغربي,قصة عقبة بن نافع الفصل الثانى,انتشار الاسلام. مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب والأندلس مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب 2 متوسط الجيل الثاني مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب في سلم زمني مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب ملخص مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب العربي مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب مرحلة الاستطلاع مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب السنة 2 متوسط مراحل الفتح الاسلامي لبلاد المغرب السنة الرابعة ابتدائي مراحل الفتح الإسلامي لبلاد المغرب في جدول مراحل الفتح الاسلامي لبلاد المغرب في سلم زمني تعريب المغرب العربي التعريب المغرب تعريب بلاد المغرب تعريب التعليم في المغرب تعريب العلوم في المغرب تعريب الطب في المغرب تحميل اللغة العربية المغربية طرجيات المغرب فاسصلاة المغرب كوفواتيراج المغرب متريكولات المغرب تعريب الامازيغ سياسة التعريب في المغرب ماطريكيل المغرب قصة تعريب بلاد المغرب

يختلف الفتح الإسلامي لبلاد المغرب وتعريبه عن مثيله في جهات أخرى خصوصا ما يتعلق بطول أمد المقاومة المسلحة في بلاد المغرب التي لاقتها جيوش الفتح الإسلامي لبلاد المغرب والمد والجزر في علاقات الزعماء و القبائل الأمازيغية مع العرب، فقد أخضع الفتح الإسلامي مصر والأندلس في ثلاث سنوات، و أخضع الفتح الإسلامي في فارس أربع سنوات و الفتح في الشام في ست سنوات، وفي كل هذه المناطق كانت معركة أو معركتان كافيتان وفاصلتان لإتمام الفتح الاسلامي لهذه البلدان التي كانت مركزا لحضارات قديمة. أما في بلاد المغرب، فإن العكس هو الذي حدث حيث نجد أن  الفتح الاسلامي لبلاد المغرب ما يقرب من سبعين سنة تفصل بين المناوشات الأولى فتح طرابلس وفتح برقة 22-23هـ وبين مشاركة البربر في فتح الأندلس92هـ. كما أن مسألة التعريب اخذت وقت طويل جدا و لم تكن شاملة.






1 – الفتح العسكري لبلاد المغرب: 27 - 91هـ / 647 – 710م




أ – الوضعية العامة عشية الفتح

من الناحية السياسية: امتدت السيطرة البيزنطية على الأقاليم الرومانية السابقة بإفريقية وعلى الشريط الساحلي إلى حدود موريطانيا الطنجية، باستثناء مدينتي سبتة وطنجة، غير أن سلطة القسطنطينية بشمال إفريقيا كانت هشة ومرفوضة من طرف فئات عريضة من الأهالي، وقد اندلعت ثورات مستمرة في وجه الغزاة بفعل ثقل الضرائب واستغلال حكام الأقاليم للساكنة وكذلك بسبب التدخلات المتكررة في الشؤون الدينية لهؤلاء. أما بقية البربر ،فإنهم كانوا موزعين على تجمعات قبلية وأحلاف وبعض الممالك كحال تلك التي وجدت بموضع تاهرت فيما بين القرنين السادس والسابع الميلاديين.  وفي هذه الأثناء أعلن گريرگوار )جرجير كما تسميه المصادر العربية( الانفصال عن الإمبراطورية الرومانية واستطاع أن يحصل على دعم قطاعات من البربر وانتقل إلى سبيطلة واستقر بها. وبالتالي هل  أ  و  ل  العرب هذه التمزقات الداخلية على أساس أنها علامة ضعف؟ وهل كان اختيار وقت الهجوم على إفريقية مدروسا بعناية؟





من الناحية الدينية: ظل حضور المسيحية أقوى في المدن منه في البوادي بالجهات التي كانت تحت السيطرة البيزنطية، ومما كرس ضعف المسيحية الانقسامات الطائفية والصراعات بين المذاهب والأشخاص. وخارج حدود السيطرة البيزنطية انتشرت الأقليات المسيحية في بعض المراكز الحضرية كوليلي على سبيل المثال لدى عدد محدود من القبائل، وفي الوقت ذاته استمر حضور الديانة اليهودية والعبادات الوثنية. وبالتالي كان المشهد الديني متشظيا، ولم يكن فيه ما يوحي بالاستعداد لمواجهة الفتح الإسلامي.




من الناحية الاجتماعية والاقتصادية: نجد أن الملكيات الكبرى قد عانت من السيطرة الوندالية ومن الحروب المتكررة، وتشكلت بروليتاريا قروية تعمل لخدمة أسيادها في الزراعة وغراسة الزيتون والكروم، وظلت إفريقيا خزانا للقمح Grenier à blé ومنتجا كبيرا للزيوت .وبالمقابل، هُ ج  ر ت الأراضي الزراعية وتطورت حياة الرعي بمحاذاة المجالات الاستبسية التي شكلت ما يسمى بال ل ي م   س الروماني، أي الحدود الرومانية مع الصحراء جنوبا. ومع ذلك عملت القبائل الموغلة في الصحراء أو التي فرت إلى الجبال على كسب الأراضي الصالحة للزراعة كلما سنحت لها الفرصة.





من الناحية العسكرية: عانى الوجود البيزنطي في إفريقية من صعوبات التأمين العسكري ،وكان الجيش مؤلفا من مرتزقة برابر يقيمون بتحصينات عسكرية تعتمد على الإمدادات العسكرية القادمة من الضفة الشمالية للمتوسط، وشكل ميناء قرطاج مقصدا رئيسيا في هذا السياق. ولم يواجه العربُ  جيو ش  البيزنطيين في إفريقية وحدهم بل اصطدموا بقبائل متمردة تعيش حياة شظف مزمن وترتبط بعاداتها وتقاليدها الأصلية .



إن وضعية "تعدد الأعداء" وغياب قوة إمبراطورية موحدة تدبر مواجهة العرب و  ت ع  د  د مراكز اتخاذ القرار هي التي عقدت عمليات الفتح الإسلامي .ويظهر أن الفاتحين المسلميناجتذبتهم بلاد المغرب لعدة أسباب، منها غنى المنطقة وإمكانياتها الاقتصادية والرغبة في توسيع رقعة الإسلام بالإضافة إلى محاولة مهاجمة البيزنطيين وشغلهم في جهات بعيدة عن معاقلهم بآسيا الصغرى .




ب – المرحلة الاستكشافية

كان الفتح الإسلامي لإفريقية امتدادا ل فتح مصر، فبعد أن دخل عمرو بن العاص الإسكندرية منتصر ا    بعث  بجيوشه إلى برقة وأنطابلس وزويلة في الصحراء، في اتجاه طرابلس، قبل أن يضطر جيش الفتح لمواجهة البيزنطيين من جديد بالإسكندرية. وبالتالي فإن النشاط العسكري العربي كان مكثفا فيما بين 21 و26هـ، بمصر وبالساحل الإفريقي.





وفي ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح انضمت جماعات من البدو العرب المنتمين إلى قبائل ُجُهينة وُمُزينة وُسُليم وأسلم لجيش الفتح العربي  كما شارك عدد مهم من أبناء الصحابة في الغزو، وتحرص المصادر على إعطائنا صورة عن سهر الخليفة عثمان بن عفان على تجميع العناصر الأولى بمعسكر الجرف قرب المدينة .





وأسفرت معركة سبيطلة سنة 27هـ بين جيش الفتح و البيزنطيين عن هزيمة جيش البيزنطيين وجموع البربر المتحالفة معهم، ولم تفلت المدينة من النهب، وقتل جرجير وانهارت أحلامه الانفصالية عن بيزنطة ،وفرضجيش الفتح  المنتصرون على القادة البيزنطيين تقديم غرامة حربية ثقيلة مقابل الانسحاب والعودة إلى مصر .كانت هذه المعركة أول مواجهة مباشرة مع البيزنطيين والأخيرة أيضا إذ سيأخذ الصراع بعد ذلك بين العرب والبيزنطيين مظهرا غير مباشر،  و   تحول  إلى مقاومة  غير فعالة وشديدة الارتباط والتبعية للمقاومة البربرية.




بالرغم من انتصار سبيطلة فقد توقفت حملة الغتح الإسلامي لبلاد المغرب ما يقارب عشرين سنة لأن دولة الإسلام في المشرق دخلت مرحلة اضطراب تمثلت في أزمة الخلافة والفتنة الدائرة حولها. وسمح صعود معاوية بن أبي سفيان إلى الحكم سنة 41هـ باستئناف حركة الفتح الإسلامي لبلاد المغرب. وعرفت إفريقية في غضون ذلك اضطرابا، فقد استعاد الإمبراطور كونستان الثاني Constant II الإشراف عليها، غير أن سياسته تميزت بالعسف ضد الأهالي البربر وضد القس مكسيم ،وهو أشهر رجال الدين المسيحيين المغاربة في عصره كما أن الابتزاز الجبائي جعل الثورة تندلع في قرطاج، واستنجد الثوار بالخليفة الذي أرسل القائد العسكري معاوية بن حديج السكوني سنة 45هـ  على رأس جيش الفتح الذي استطاع صد الإنزال البيزنطي في المنستير والسيطرة على مدينة جلولاء وعلى المزاق قبل أن يتم التراجع من جديد إلى مصر.






ج - عقبة بن نافع الفهري وكسيلة: سوء الفهم المتبادل

شكلت حملات الفتح التي قادها عقبة بن نافع منعطفا حاسما في تاريخ الفتح الإسلامي لبلاد المغرب، وقد أتى تأسيس مدينة القيروان في سياق الرغبة في الاستقرار بإفريقية .وحملت شخصية عقبة طابعا أسطوريا في أعين من دونوا عنه؛   تمثل  ذلك في روايتين: الأولى: عند عزمه على تأسيسه للقيروان ودعائه المأثور في الوحوش والزواحف بمغادرة الموقع… والثانية: تصوير الروايات كيفية اقتحامه لبحر الظلمات (المحيط الأطلسي) عندما وصل إلى المغرب الأقصى حيث قال قولته الشهيرة…




وبعد أن تمكن جيش الفتح من كسر شوكة البيزنطيين في إفريقية كما فعلوا من قبل في الشام ومصر، فإنهم أصبحوا يعملون على الظهور في صورة محررين للأرض والإنسان .وتم دفع البيزنطيين للفرار بحرا في اتجاه صقلية ،وكان من الطبيعي أن يعمل الفاتحون على الاحتكاك بالبربر والتقدم في عمق البلاد مع تجنب الطريق الساحلي در ء لأي هجوم مباغت من البحرية البيزنطية، وهو ما يفسر كذلك اختيار موضع القيروان بعيدا عن السواحل.




وبعد أن استدعي عقبة إلى مصر، عمل خليفته أبو المهاجر دينار على الاتصال بكسيلة زعيم أوربة وهي قبيلة من "البرانس" المستقرين في المغرب الأوسط الذي قيل إنه كان دين المسيحية واستألفه على قومه ،وهو ما فتح الباب أمام المسلمين للتقدم إلى حدود تلمسان.




عاد عقبة واليا إلى إفريقية  للمرة الثانية واندفع بجيوشه لبلاد المغرب إلى حدود المغرب الأقصى حسبما تتداوله الروايات التاريخية. وقد نهج عقبة سياسة متشددة تجاه البربر وعادت حملته بغنائم مهمة وفي الآن نفسه عمد إلى إهانة زعيم البربر كسيلة، وهو ما تسبب في تشكل بؤر للمقاومة البربرية انطلاقا من سواحل المغرب في اتجاه الشرق إلى حدود القيروان ولقي عقبة بن نافع مصرعه في إحدى المعارك على مقربة من الأوراس. وقد لقيت الثورة البربرية مؤازرة من بيزنطة واستفاد كسيلة من الدعم العسكري، فتمكن من دخول القيروان منتصرا على رأس  قوات بربرية وبيزنطية.




وبالتالي فإن ملحمة عقبة بن نافع في بلاد المغرب وحملته إلى حدود المغرب الأقصى لا يمكنها أن تحجب عنا أنها انتهت بفشل عسكري وديبلوماسي- سياسي وأصبح العرب في مواجهة تحالف بربري – بيزنطي أنهك كثيرا من قواهم وأفقدهم أهم قاعدة عسكرية ممثلة في القيروان. و قتُل كسيلة في معركة لاحقة لكن الفتن السياسية في المشرق منعت من استثمار هذا النجاح العسكري بالمغرب، وبعد عودة الهدوء، انطلقت حملة جديدة بقيادة حسان بن النعمان في اتجاه إفريقية  .






د - حسان بن النعمان والكاهنة: انتصار الفتح الإسلامي

  نهج حسان بن النعمان سياسة مخالفة عن سابقه تمثلت في منع وصول الإمدادات العسكرية البيزنطية وذلك بالسيطرة على قرطاج سنة 76هـ  قبل أن تتدخل البحرية البيزنطية وتسترجها بسرعة.




وبعد موت كسيلة انتقلت زعامة البربر إلى الكاهنة ملكة جراوة من البتر ديهيا، وقيل إنها كانت تدين باليهودية لكن هذا الزعم لا تؤيده الحجج التاريخية حيث تظهر من خلالها هذه الزعيمة في حلة أسطورية حين أمرت قومها بنهج سياسة الأرض المحروقة حتى لاتد ع مجالا لأطماع العرب في بلاد المغرب. وتظهر الكاهنة وكأنها زعيمة تحالف قبلي من "البتر "الرحل الذين تحملوا عبأ مقاومة الفتح العربي بعد هزيمة أوربة من البرانس، وكانت الأوراس مركز المقاومة عبارة مجالات للرعي والترحال بالنسبة للقبائل البترية مع وجود بعض المراكز الحضرية. ولا يمكن إرجاع إحراق هذه المدائن إلى طبيعة البتر الترحالية على اعتبار أن هذه العادة ظلت تمارس منذ التاريخ القديم وإلى حدود زمن قريب. 




وبعد أن تراجع العرب إلى حدود طرابلس نتيجة اشتداد المقاومة البربرية، أعاد حسان بنالنعمان إحياء مشروعه القاضي بفصل البربر عن البيزنطيين. وفي سنة 78هـ استولى علىقرطاج للمرة الثانية وأسس بالقرب منها مدينة تونس.




وهنا يطرح التساؤل حول من ساعد العرب في هذه المهمة هل الأسطول القادم من مصر أم تم بناء أسطول محلي في دور الصناعة البحرية بقرطاج؟ وبد ء من هذا التاريخ تراجع الحضور البيزنطي في المتوسط واقتصر على بعض الجزر وفي سبتة.  وكان تحكم المسلمين في قرطاج عنوانا لتغير مسار السيادة البحرية في المتوسط التي أصبحت من نصيب المسلمين، وأصبح بإمكان العرب الانفراد بالبربر بعد أن تمكنوا من فض التحالف الذي كان يربطهم بالبيزنطيين. ويبدو أن المدن كانت أسرع استجابة للعرب رغبة في استبدال سلطة الإمبراطورية البيزنطية التي تميزت بالقسوة والعنف ورفضا لسياسة الكاهنة التي أحرقت ممتلكاتهم.




ومن المحتمل أن يكون التدمير المنهجي الذي تمادت فيه الكاهنة داخلا في سياق تصفية حسابات بين أهل القرى وبين المدن، فقد حمل المزارعون الذين لا يملكون أراضي والمبعدون إلى أعالي الجبال والرحل الذين اضطروا لهجر أراضيهم، حمل كل هؤلاء حقدا دفينا ضد الحضارة الرومانية – البيزنطية، وهو ما يفسر تمرد البتر على هذا الوضع كما حدث زمن الدوناتية حيث تحالف الدواريون مع الرحل في الصحراء، وتكرر المشهد ذاته مع العرب الفاتحين حيث بدأت بقايا المسيحيين وأهل المدن في التحالف مع العرب .




توصل حسان بن النعمان بدعم عسكري قادم من الشرق بعد استتباب الأمر للأمويين هناك ،ثم شرع في مطاردة الكاهنة بالأوراس، وتمكن المسلمون من قتلها بعد أن أوصت أبناءها بموالاتهم حتى يتمكنوا من الحفاظ على مكانتهم الاجتماعية في ظل السلطة الجديدة.




وعندما أتى موسى بن نصير باعتباره أول وال يحكم إفريقية بشكل مستقل عن مصر، لم يجد عنا ء في إتمام حركة الفتوح إلى حدود المغرب الأقصى حيث عاد بغنائم مهمة. ومع موسى بن نصير بدأ تنظيم الفتح وارتبط اسمه  بأسلمة  المغرب .






2 - الأسلمة وتنظيم المجال



 أ - سياسة الأسلمة

أكمل موسى بن نصير إخضاع البربر وتحويلهم في اتجاه الإسلام، ويرجع نجاحه في هذا المسعى إلى إشراكه للبربر في الحملات العسكرية واقتسام الغنائم، وهو ما تجسد في فتح الأندلس .



وقد سن سياسة منسجمة ومندمجة تمثلت في وضع حد للمقاومة المسلحة التي خاضها البربر مدة تربو عن نصف قرن، وفي الوقت نفسه حرص على ضبط البلاد وتنظيمها ،ويمكن رصد ذلك من خلال ثلاثة أبعاد متداخلة:




  1. التعامل بصرامة مع قبائل البربر وهو ما أظهرته الحملات العسكرية وأعمال السلب التي عادت بغنائم كبيرة من رجال ونساء وأموال .وقد أرسل إلى دار الخلافة بدمشق أصنافا من الهدايا والرقيق كما اغتنى عدد من رجال الجند.
  2. أخذ مجموعة من أبناء زعماء القبائل رهائن، والعمل على تربيتهم بطريقة إسلاميةقبل أن يتم إرسالهم إلى قبائلهم ليتسلموا مقاليد السلطة السياسية والدينية. وكان إسلام هؤلاءالزعماء يعني إسلام أبناء قبائلهم .
  3. أشرك موسى بن نصير البربر في فتح الأندلس، بل كانوا هم أول من ساهم في هذه العملية،  و  ضمن  بذلك ولاءهم وعدم إخلاء المغرب من الفاتحين العرب .




وأطلق الباحث التونسي هشام جعيط على المدة الفاصلة ما بين 84-122هـ اسم "السلم العربية" مستندا إلى خضوع بلاد المغرب للعرب وفتح الأندلس ومشاركة البربر فيها ،وازدياد أعداد المهاجرين العرب، ومحاولة كبت الصراع بين العرب القيسية واليمنية بإحداث نظام تناوب الولاة من العصبيتين. ولعل أهم جانب يتمثل في شعور عرب إفريقية بذاتهم وبخصوصيتهم، إذ بعد سقوط أسرة موسى بن نصير عاد الفهريون لتصدر المشهد من جديد وظهروا بمظهر القادة العرب الأفارقة، وبذلك تفشت الأسلمة والتعايش بين العرب والبربر. 





ب – الأسلمة والتعريب والتنظيم الإداري

  والتعريب  تلازم مع الأسلمة في بلاد المغرب، لكنه لم يأخذ مدى شاملا. وبعد مدة قصيرة تميزت بالازدواجية اللغوية صارت اللغة العربية تستعمل بديلا عن اللغة اللاتينية في المعاملات الرسمية وعلى النقود وفي الإدارة بينما استمرت اللاتينية لغة للعبادات في الكنائس المسيحية. واستمر سكان القرى في التحدث بالبربرية وكانوا هم أغلبية السكان .





ويمكن الزعم أنه وإلى حدود بداية القرن الثالث للهجرة / التاسع للميلاد انحصر استعمال اللغة العربية في بعض المدن والمراكز الحضرية وبين مجموعات صغيرة من الناس تدور في فلك السلطة.


وفي اتجاه مواز ،حاول حسان بن النعمان إرساء نظام جبائي يضمن انسيابية الموارد المالية على خزينة الدولة، غير أن هذه العملية لن تنضج إلا مع موسى بن نصير الذي وضع نظاما إداريا وجبائيا لا نستطيع تحديد معالمه سوى أنه قام على خدمة خزينة دولة الخلافة. واستند حكم بلاد المغرب على الجند المتوزعين في مختلف المناطق، وكان أكبر تمركز لهم في القيروان ثم في طنجة وتلمسان تحت سلطة الولاة المحليين.




ج- تراجع المسيحية وإشكالية استمرار اليهودية

ظهر الإسلام في خضم هذه النزاعات المستحكمة بين الطوائف المسيحية، وقد جذب ببساطته فئات عريضة من الأهالي، وهو ما يمكن أن يفسر اندثار المسيحية لدى القبائل البربرية التي لم تكن قد تشبعت بتعاليمها أصلا، كما أن تشابه نمط الحياة العربية مع الحياة البربرية شكل عاملا سهل اعتناق البربر للديانة الإسلامية. وتقبل مسيحيو المدن الخضوع للسيادة الإسلامية وأصبحوا يعدون من  "أهل الذمة"، وبذلك احتفظوا بمعتقداتهم الدينية المسيحية. بينما قاومت القبائل المسيحية وغير المسيحية الفتح الإسلامي واعتبرت أراضيها مفتوحة عنوة.




وإذا كان البربر المسيحيين قد قاوموا من أجل عقيدتهم، فإنهم انتهوا إلى القبول بالإسلام بطريقة اجتهادية مكنتهم من اعتناق مذاهب تختلف عن المذهب الرسمي للدولة. وفي الآن نفسه احتفظت المجموعات الموغلة في الجبال بمعتقداتها المحلية لمدة أطول، وتوردالمصادر التاريخية روايات حول التحركات العسكرية لإدريس الأكبر وخلفائه في اتجاهالمناطق التي ظلت على الوثنية والمسيحية واليهودية.




وبالبحث في أسباب استمرار اليهودية في بلاد المغرب عكس المسيحية، يمكن تحديد أسباب ذلك في الآتي: 


  1. تقبل اليهود للسلطة الإسلامية القائمة وعدم الدخول في مواجهات مباشرة مع المسلمين، عكس المسيحيين. مع التنبيه إلى ضرورة البحث في الأصول الدينية للكاهنة التي نسبت إلى اليهودية حيث تزعم الروايات أنها تلقت دعما من يهود إسبانيا والشرق. وإذا ثبت ذلك، فإن هذا المعطى يصبح غير مقبول.
  2. استفادة اليهود من الصراع الإسلامي المسيحي بداية من القرن السابع للهجرة حيث ظلوا على الحياد، وعرفوا كيف يحافظوا على موقف محايد نظريا كما استفادوا من ميزان القوى القائم بالمتوسط بين القوتين الكبريين: الإسلام والمسيحية.




لم يعرف المغرب استقرارا بعد الفتح فبعد خمسة عشر سنة من هذا الخدث الطويل، انفجرت ثورة جديدة باسم الدين الإسلامي هذه المرة ،حيث طرد العرب من القيروان من طرف الخوارج، ولم تستقر المنطقة إلا بعد أن أصبحت عمليا خارج نطاق السيادة السياسية المشرقية المباشرة.


 ملحقات : 
فتح الأندلس 

 سياسة الولاة الأمويين في المغرب

 ثورة البربر بزعامة ميسرة المطغري



بتصرف من محاضرة الأستاذ حميد الفاتحي وحدة الغرب الاسلامي من الفتح الى القرن 5 هجري. جامعة ابن طفيل القنيطرة

تعليقات