معلومات عن الكتاب
الاسم الكتاب : تاريخ النقود
ترجمة : نور الدين خليل
الطبعة الأولى - 1993
الناشر : الهيئة العامة المصرية للكتاب - القاهرة
تأليف : فيكتور مورجان.
موضوع الكتاب
كتاب "تاريخ النقود" للمؤلف فيكتور مورجان هو رحلة شيقة عبر الزمن، يستعرض فيها المؤلف تطور النقود من بداياتها الأولى وحتى العصر الحديث. يعد هذا الكتاب مرجعاً هاماً لفهم كيف تطورت النقود لتصبح ما هي عليه اليوم، وما هي الأدوار التي لعبتها في تشكيل الحضارات والاقتصادات عبر العصور.
يغطي الكتاب مجموعة واسعة من المواضيع المثيرة، منها:
- البدايات الأولى: يبدأ الكتاب بسرد قصص المجتمعات القديمة وكيف بدأت باستخدام أنظمة المقايضة البسيطة. يروي مورجان كيف أدرك البشر الحاجة إلى وسيلة موحدة للتبادل لتسهيل التجارة وتحسين الحياة اليومية.
- ظهور العملات المعدنية: ينتقل الكتاب إلى فترة ظهور العملات المعدنية، مستعرضاً كيف استخدم الإغريق والرومان والفينيقيون المعادن الثمينة كوسيلة للتبادل. يسرد الكتاب قصصاً مثيرة عن كيفية تصنيع هذه العملات وتداولها بين الناس.
- النقود الورقية: يتناول مورجان في هذا الفصل قصة تطور النقود الورقية، وكيف أصبحت بديلاً عملياً للعملات المعدنية. يروي حكايات من الصين وأوروبا عن تجارب الدول المختلفة في استخدام النقود الورقية وكيف أثرت على الاقتصاد والتجارة.
- النظم المالية الحديثة: يستعرض الكتاب تطور البنوك والمؤسسات المالية، مسلطاً الضوء على كيفية تأثيرها على نظم النقود والتجارة العالمية. يقدم مورجان نظرة عميقة على الأزمات المالية والأزمات الاقتصادية التي شكلت مسار التاريخ المالي.
- العملات الرقمية: ينهي الكتاب برؤية مستقبلية، حيث يناقش تطور العملات الرقمية مثل البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى. يشرح كيف يمكن أن تؤثر هذه الابتكارات على الاقتصاد العالمي في المستقبل.
أهمية الكتاب
ما يميز "تاريخ النقود" هو قدرته على تحويل موضوع معقد إلى قصص شيقة وسهلة الفهم. يقدم مورجان تحليلاً دقيقاً ومشوقاً لتطور النقود، مما يجعله كتاباً ممتعاً ومفيداً للباحثين والمهتمين بتاريخ الاقتصاد والنقود.
فيكتور مورجان
فيكتور مورجان هو مؤرخ اقتصادي بارز، يتميز بأسلوبه السلس والمعلومات الدقيقة. له العديد من الأعمال التي تتناول تاريخ الاقتصاد والنقود، ويعتبر مرجعاً مهماً في مجاله. بفضل كتاباته، يمكن للقراء الحصول على فهم أعمق للعوامل الاقتصادية التي شكلت عالمنا اليوم.
مقتطف من الكتاب
يرى آدم سميث أن « النزوع الى تبادل شيء أو مقايضته أو مبادلته بشيء آخر ، يعتبر من المقومات الأساسية للطبيعة الانسانية . وليس من شك أن الانسان كان يقوم بعمليات التبادل والمقايضة والمبادلة ، منذ عصور سحيقه رغم عدم تقبل عالم النفس الاجتماعي الحديث لهذه الحقيقة . وحتى في العصر الحجرى القديم، عندما كان نشاط الانسان الرئيسي هو الصيد وجمع الطعام، ولم يكن قد عرف بعد كيف يتعهد النباتات أو يروض الحيوانات، ارتحلت بعض السلع الى أماكن تبعد عن الأماكن التي نشأت فيها بمسافات طويلة ، فقد عثر على كهرمان البلطيق ضمن بقايا العصر الحجري القديم فى مورافيا والنمسا وفرنسا ، وانتقلت الاصداف وجواهرها من ساحل الأطلنطى الى شمال ايطاليا ومن البحر الأحمر الى سويسرا ، كما وجد الصوان في أماكن كثيرة بعيدة عن أي مصدر طبيعي له . وربما حدثت تحركات السلع هذه عن طريق الهجرة أو النهب أو الهدايا أو بشكل من أشكال المقايضة البدائية.
وترجع أشكال التبادل الأولية الى آلاف السنين قبل أقدم التسجيلات المكتوبة ، وليس بامكاننا معرفتها الا بالاستدلال عليها من البقايا التي عثر عليها علماء الآثار - وبقدر محدود - من مراقبة القبائل البدائية.
التي لاتزال باقية . وربما كان أول شكل من أشكال التجارة هو ما يسمى التجارة الصامتة ، التي لا يوجد فيها اتصال مباشر بين المشتركين اذ ياتي أفراد العائلة أو القبيلة الى مكان فسيح ويعرضون السلع التي يريدون التخلص منها ثم ينسحبون . وبعد ذلك تقترب الأطراف الأخرى في الصفقة ويعرضون ما يرغبون تقديمه للتبادل وينسحبون هم كذلك ، ثم يعود هؤلاء الذين قاموا بالخطوة الأولى ويفحصون ما عرضــــــه جيرانهم ، فاذا رضوا أخذوا بضائع جيرانهم ومضوا تاركين بضائعهم خلفهم ، واذا ما اعتبروا أن « السعر ، لا يكفى ، أزالوا بعضا من بضائعهم وانسحبوا مرة أخرى حتى يتمكن جيرانهم من فحص العرض الجديد . وقد يستمر هذا الشكل الصعب من اشكال « المساومة ، حتى يرضى الجانبان . وأما تبادل الهدايا بين الأعضاء البارزين من مختلف القبائل ( وهو ماكرر ذكره في كل من هومر والعهد القديم ) فقد لعب دورا هاما في الحياة الاجتماعية والاقتصادية . وفضلا عن الدور الاجتماعي والسياسي الذي لعبته تلك الهدايا ، فقد مكنت مجموعة من الناس من المشاركة في منتجات مجموعة أخرى ، وهكذا اعتبرت بشيرا.