تحميل كتاب محطات من تاريخ المغرب الفكري والديني pdf

تحميل كتاب محطات من تاريخ المغرب الفكري والديني pdf  تحميل كتاب محطات من تاريخ المغرب الفكري والديني بصيغة pdf مجانا.
 تحميل كتاب محطات من تاريخ المغرب الفكري والديني بصيغة pdf مجانا.



معلومات عن الكتاب 

عنوان الكتاب : محطات من تاريخ المغرب الفكري والديني.

صاحب الكتاب : محمد العيادي.

عدد الصفحات: 325.




عن الكتاب



من خلال تتبع نصوص المرحلة المرابطية والموحدية، يبدو ان السلطة لم تكن تعرقل أية مبادرة ترمي إلى إصلاح أو إضافة مرفق من المرافق إلي جامع القرويين،





كانت تكتفي في الغالب بالسماح بها ومباركتها، وكانت العملية تتم بأمر من والى المدينة بعد استشارته للقاضي أو الإمام. هكذا نلاحظ مثلا أنه في العصر المرابطی رفع قاضي المدينة أبو محمد عبد الحق بن عبد الله بن معيشة إلى الأمير علي بن يوسف خبررغبة فقهاء المدينة وأشياخها في توسيع فناء الجامع لترتفع طاقته الاستعابية، فأذن له الأمير بذلك (7). وفي العصر الموحدي أراد موسی بن عبد الله بن سدان أحد أثرياء فاس أن يبني دار وضوء بقرب الجامع، فطالب الشيخ أبا محمد بن بسكر إمام القرويين بأن يشعر الخليفة الموحدي بذلك، "فأجابه إلى ذلك وأعلم به الناصر فأسعفه بمطلبه"(8). وعموما لم يسجل تدخل للسلطة المرابطية والموحدية في الشؤون المتعلقة بالجانب العمراني للقرويين ما عدا في حالة عدم كفاية الأموال المخصصة بالأحباس لتغطية تكاليف الإصلاح (9).بينما في المرحلة المرينية أصبحت السلطة تراقب مباشرة عملية الإصلاح والزيادات العمرانية بالجامع، وانتزعت من اشياخ فاس وفقهائها حرية المبادرة التي كانوا يتمتعون بها على هذا المستوى، ويؤكد هذا المنحى الجديد الذي طبع موقف السلطة المرينية من إصلاح القرويين ذلك الإجراء الذي اتخذته بعد إصلاح الباب القبلي من الجامع. فقد بادر والي المدينة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الحدودي بعد أن استشار القاضي إلى إصلاح هذا الباب، وصرف في ذلك أموالا كثيرة، وبعد انتهاء الأشغال رفع الخبر إلى السلطان أبي يعقوب ليجعل ذلك خدمة له، غير أن النتيجة كانت عكسية لأن السلطان "أنكر ذلك عليه وقبح فعله ونكبه بسببه، إذ أحدث بالجامع المذكور ما لم تدع إليه ضرورة ولم يستأذنه فيه، فأمر بالباب فسد".







لقد انتقل موقف السلطة في العصر المريني من عملية إصلاح والزيادات في عمران القرويين من مستوى مباركة هذه العملية إلى مستوى احتكارها و مراقبتها عن قرب، ولعل في ذلك وجه من أوجه "الصراع الحضاري الذي كان قائما بين السلطة المرينية وأهل فاس. ذلك أن انتزاع حرية اتخاذ مبادرة الفعل العمراني من أهل فاس كان يمثل بالنسبة للمرينيين أسلوبا ضمن الأساليب التي اعتمدتها السلطة لادماج مجتمع المدينة في منظومة الحكم المريني.




 


تعليقات