تحميل كتاب هل ولدت أوربا في العصر الوسيط ؟ لجاك لوغوف pdf

 مقتطف من كتاب هل ولدت أوربا في العصر الوسيط 

بدأ اهتمام رجال السياسة وعلماء الاقتصاد في أوربا بمسألة الوحدة الأوربية في السنوات القليلة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية. وازداد تحمسهم لها بعد أن وضعت الحرب أوزارها. فشرعوا في وضع أسس الوحدة السياسية والاقتصادية. وسرعان ما انضم المثقفون لهذه الجهود إيمانا منهم بأن الوحدة، التي تبدو في ظاهرها سياسية اقتصادية، هي ذات أبعاد تاريخية واجتماعية ودينية وثقافية ولغوية - تقتضي تضافر جهود جميع الفعاليات لتتم عملية البناء بشكل سليم. 


ومن نافلة القول أن مشروعا من هذا القبيل، يستدعي حضورا مكثفا للمشتغلين بالبحث التاريخي، لسبب بسيط، وهو أن استحضار ماضي الأقطار الأوربية شرط أساسي لفهم حاضرها، وبالتالي لإنجاح الوحدة المنشودة. وهذا ما حر ص المؤرخ جاك لو ڭوف ( Jacques Le Goff ( على التذكير به في كتابه : "هل ولدت أوربا في العصر الوسيط ؟"، حيث يرى أن انجاز هذا البناء لا يمكن أن يستكمل أشواطه إلا بأخذ التاريخ بعين الاعتبار. بل يذهب إلى التأكيد، منذ مقدمة الكتاب، بأن "أوربا بدون تاريخ ستكون يتيمة وبئيسة، لأن اليوم يخرج من الأمس، والغد ينبثق من الماضي".


ولا نحتاج إلى التأكيد بأن هذا الموقف يتضمن دعوة صريحة للمؤرخين للإسهام في الجهود الحثيثة التي يبذلها رجال السياسة والاقتصاد الذين ينطلقون من الحاضر ويقومون أ حيانا باستشراف المستقبل. ولكنهم ليسوا على دراية بالماضي؛ الذي يعد استحضاره في عملية البناء أمرا ضروريا لتحقيق النجاح. إن رجال السياسة والاقتصاد في تعاملهم مع الحاضر، يتعاملون مع معطيات كثيرة تشكل جزءا من الحاضر ولكن أصولها تنتمي للماضي، مثل المعطى الديني والمعطى الثقافي والمعطى اللغوي. ومن ثم، نفهم لماذا يعود جاك لو ڭوف ليكرر في موضع آخر بأن "الانخراط الملتزم في عملية تشييد أوربا يجب أن يتم في إطار معرفة عميقة بالماضي ونظرة استشرافية للمستقبل".


تحميل كتاب هل ولدت أوربا في العصر الوسيط ؟ لجاك لوغوف pdf ترجمة محمد الحناوي و يوسف نكادي

المؤلف : جاك لوغوف

ترجمة : محمد الحناوي و يوسف نكادي



تعليقات