أدت مجموعة من الأسباب والعوامل لسقوط الدولة الأموية. تعتبر دولة الأمويين الكيان السياسي الثالث في التاريخ الإسلامي، تميزت بكبر رقعتها الجغرافية ، و بالرغم من قوتها إلا أن ظهور أسباب و عوامل سقوط الدولة الأمويين كان لا محالة، فقد تكالبت عليها الفتن وعوامل الضعف مثل الصراع على الحكم داخل البيت الأموي و العصبية القبلية و ظلم الولاة الأمويين لغير العرب . كلها أسباب ساهمة في تصدع الدولة الأموية حتى سقطت على يد مؤسس الدولة العباسية أبي العباس السفاح سنة 750/132م .
1-الصراع على الحكم بين الأمويين:
فقد أخذ الصراع داخل البيت الأموي أشكالا خطيرة في نهاية خلافتهم وصلت إلى القتل، من ذلك لما تولى الخلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك شرع في الانتقام من رجال الخليفة السابق عمه هشام بن عبد الملك اخر أقوى خليفة في الدولة الأموية، ما أدى إلى ثورة ابن عمه يزيد بن الوليد بن عبد الملك و قتله للخليفة في تاريخ 744/126م ثم ثار بعد ذلك أمير إرمينية مروان بن محمد وأخذ الخلافة بالقوة، كل هذا ساهم في اضعافهم وقوة أعدائهم لانشغالهم عنهم.
2-التعصب للعرب:
فقد اشتهرت الدولة الأموية بأنها دولة عربية واعتبرت العرب هم أسمى عرق في الدولة و قامت زورا بازدراء الأجناس الأخرى من فرس وأقباط وأمازيغ ... هذا ما أدى إلى تأجيج العصبية العرقية بين العرب وغيرهم، وظهور الشعوبية، وصار غير العرب يتحينون الفرص للغدر بالأمويين واتباع كل ثائر عليهم، فالعباسيون كان أكثر أنصارهم في الثورة على الأمويين من الفرس.
ولكن يجب أن نشير إلى أن سياسة الأمويين في تفضيل العرب لم تكن عنصرية بالمفهوم الحالي، وإنما التعصب للانتماء للقبيلة وهذا ما ألفه العرب قبل الإسلام . فالقبيلة هي الكيان السياسي الذي يضمن حماية الأفراض من خطر خارجي . والدولة الأموية تميزت ببساطتها وقربها للتقاليد العربية القديمة عكس الدولة العباسية التي كانت فارسية الثقافة . كما لعب الدين دورا اخر حيث كان عدم إعطاء المناصب القيادية ،الى جانب الانتماء القبلي والعرقي، إلا لم يثقون في دينه تمام الثقة حتى لا يغدر بالدولة ومن حسن إسلامه سلموه ما يستحق كطارق بن زياد الذي قاد فتح الأندلس، والسبب الثاني العمل على نشر اللغة العربية و ذلك لا يكون إلا من يتقنها فانتشارها يساهم في انتشار الاسلام وهذا ما عمل عليه الأمويون.
3-العصبية القبلية:
أي العصبية بين القبائل العربية عرب الشمال وغرب الجنوب، فكان كلما تقرب خليفة من جهة عادته الجهة الاخرى، ورفضت نصرته، ما ساهم في ضعف الجيش الذي كان يتكون أساسا من أبناء القبائل يجتمع عند الحاجة، زيادة على التناحر على الوصول إلى السلطة بين هؤلاء.
4- كثرة الاعداء واتساع رقعة الصراع:
فقد كان للدولة الأموية العديد من الأعداء الذين اختلفت أسباب خلافهم معها وعلى رأسهم الخوارج والشيعة والعلويون والعباسيون، وكلهم سعوا لإسقاطها بكل الوسائل.
5-اضطهاد الولاة للرعية:
كان الأمويين بعض القادة شديدي الولاء والباس كالحجاج بن یوسف و مسلم بن عقبة و بالرغم من صلاح بعضهم كالحجاج إلا أنهم اعتمدوا في سبيل توطيد أركان الدولة والقضاء على الفتن قسوة مفرطة أدت إلى نفور الرعية وثورتها على الدولة مع كل خارج عنها.
محاضرة الأستاذ حميد اجميلي : تاريخ الاسلام من صدر الاسلام الى العصر العباسي. جامعة بن طفيل القنيطرة. المغرب.