سوسيولوجيا المغرب المقاربة الأنجلوساكسونية ـ نموذج انقسامية واتربوري ـ أحمد شراك pdf
قد تبنى ووتربيري نظرية التقسيم التي كانت مستخدمة في مجال الأنثروبولوجيا، وكان أول من أرسى أسس هذه النظرية هو دوركهايم الذي أراد البحث عن مفاتيح جديدة في مجال البحث العلمي لرصد أنماط الحياة في المجتمع القبلي ومعرفة نوع العلاقات السائدة بين أفراده من خلال طرح السؤالين: ما الذي يجمعهم؟ وما الذي يفرقهم؟ وقال دوركهايم في هذا الصدد: "لكي يكون التنظيم التقسيمي ممكناً، يجب أن تكون الأقسام متشابهة، وبدون هذا التشابه لا يمكنها أن تتحدث وتختلف، وبدون هذا الاختلاف والخلاف سوف تضيع في بعضها البعض وتنتهي إلى الاختفاء". وقد عمل على هذه النظرية إيفانز بريتشارد الذي طبقها على قبائل النوير، وكيلنر على زاوية الأحنصال.
اعتمد واتربوري على نظرية التقسيم لتحليل ودراسة النخبة السياسية المغربية ورصد تقدمها من خلال مواقعها وتركيبتها ومواقفها وسلوكها، وتقديم تحليل سياسي للممارسة السياسية للنخبة والتنافس داخل كل القوى السياسية التي تنقسم وتندمج حسب الحاجة، انطلاقا من أن التوتر الدائم على مستويات مختلفة هو سمة من سمات المجتمع المغربي، بحيث يبدو وكأنه على وشك الانفجار، لكن طبيعته الأساسية هي الركود، بالإضافة إلى اعتباره أن أنماط السلوك السياسي ذات طبيعة قبلية. وقد ساعدته النظرية على التوصل إلى نتائج علمية حول طبيعة النظام السياسي المغربي الجامد المرتبط بمبادرات الملك الحاكم والمعارضة.