إمارة بني مدرار الصفرية (بني واسول) بسجلماسة

دولة بني مدرار في سجلماسة pdf دولة بني مدرار في سجلماسة إمارة بني مدرار بنو مدرار بنو مدرار في سجلماسة اين توجد سجلماسة بني مدرار pdf بنو مدرار pdf بنو مدرار والعباسيين دولة بني مدرار pdf دولة بني مدرار في سجلماسة pdf دولة بني مدرار الصفرية بالمغرب الأقصى الإسلامي دراسة تاريخية حضارية دولة بني مدرار الصفرية بالمغرب الأقصى الإسلامي حكام بني مدرار بني مدرار بسجلماسة بنو مدرار مملكة بني مدرار بنو مدرار في سجلماسة عاصمة بني مدرار بني مدرار سجلماسة دولة بني مدرار دولة بني مدرار الصفرية pdf تاريخ بني مدرار pdf كتاب دولة بني مدرار pdf تاريخ تاسيس بني مدرار ما عاصمة بني مدرار

ارتبط تأسيس إمارة الخوارج الصفرية بني مدرار السجلماسية بشخصية أحد زعماء قبيلة مكناسة سمكو بن واسول الذي كان ممن شارك في ثورة البربر بقيادة ميسرة المطغري، وذكرت بعض المصادر أنه كان "من حملة العلم، ارتحل إلى المدينة فأدرك التابعين" وأخذ في القيروان عن عكرمة البربري أصول المذهب الخارجي. وورد اسمه أيضا هذه الصيعة "أبو القاسم سمغون بن مزلان بن أبي يزول"، وترجمته "أبو القاسم الأسود بن الحداد بن صاحب الحديد". لكنه اشتهر بلقب مدرار بن عبد الله. وكان يخضر سوق قبيلته "بما يعد لها من آلات الحديد، إذ كان حدادا"، وكان والده عبد الله من أصحاب طارق بن زياد الذين رافقوه في فتح الأندلس. وقد توجه سمكو ومن معه من أتباع المذهب الصفري للاستقرار منذ سنة 138 هجرية (755م) بتراب قبيلته مكناسة البدوية في المكان الذي تعقد فيه سوقها السنوي على مر زيز في طرف الصحراء.



 

تأسيس الامارة

في سنة 140 م 757 م أعلنت جماعة من الخوارج الصفرية كانت ترتبط بسمكو بن واسول عن تأسيس إمارة وبيعة رجل منهم يدعی عیسی بن يزيد الأسود (من بلاد السودان) بالإمامة (140-155 ه/757771م). ثم قرروا بناء مدينة سجلماسة. ويبدو أن تأسيس الإمارة حصل بعدما تمكن العباسيون من إحكام قبضتهم على القيروان، وحصول خلاف بين الخوارج الإباضية والصفرية. وقد انضمت إلى الإمارة الجديدة بطون زناتة وزنوج السودان، لكن خلافا ما سيؤدي إلى الانقلاب على عيسى بن يزيد الأسود فأجمعت زعامات الصفرية على عزله وقتله بعد توجيه تهمة السرقة إليه. ثم بايعوا سمكو بن واسول ( 168 - 155 ه/771-784م) الذي سيورث الحكم لابنه إلياس الملقب بأبي الوزير (168174م/784-790م). ثم انتقلت بالوراثة إلى أحفاده، ومنهم اليسع بن إلياس الملقب بأبي المنصور ( 208 . 174 ه/790 -823م) الذي يعود إليه الفضل في توسيع رقعة الإمارة في اتجاه بلاد درعة والسيطرة على مناجمها وإخضاع القبائل المخالفة.

 



دور العظمة

 تقوت امارة بني مدرار بسيطرتها على المسالك التجارية التي كانت تتجه إلى بلاد السودان عبر تراب قبيلة مسوفة الصنهاجية والتي كانت تنشط بالخصوص في تحارة الذهب والعبيد. وهذا ما جعل إمارة سجلماسة تمذ خطوط تجارها في اتجاه العديد من الحواضر شمالا، مثل نكور ومرسي المزمة، ومنهما كانت التجارة الصحراوية تتوجه نحو مالقة وبجانة في الأندلس، كما كانت طرق أخرى تتجه شرقا نحو القيروان عبر تيهرت. وامتدت خطوط تجارة سجلماسة في نفس الوقت غربا إلى أغمات ونفيس، لتصل بعد ذلك إلى بلاد تامسنا وفاس نحو سبتة في اتجاه الأندلس. ووصلت جنوبا إلى إيجلي وبلاد درعة.

 

وقد بوأت التجارة الصحراوية إمارة سجلماسة مكانة خاصة في الاقتصاد المغربي خلال العصر الوسيط، حيث أصبحت المدينة "باب معدن التبر" والمدينة الأكثر نشاطا وتحكما في الشبكة التجارية التي تربط المغرب ببلاد السودان وإفريقية والأندلس. ودفع الازدهار الذي بدأت المدينة نشهده في عهد اليسع إلى توسيع عمرانها وحمايتها بسور وقصدها قبائل عديدة للأقامة. فتم تقسيم احيائها على القبائل. کما رفدت عليها في عهد هذا الأمير وبالضبط سنة  818 م أفواج المهاجرين الأندلسيين المعروفين بالربضية الذين أجلاهم الأمير الأموي الحكم بن هشام من قرطبة بعد ثورهم العارمة عليه في نفس السنة، فتفرقوا في البلدان، واشتغلوا في العديد من الحرف. وكانت بسجلماسة أيضا جماعة يهودية كبيرة، اشتغل أغلبهم في البناء وبجانب التجارة ازدهر اقتصاد المدينة الفلاحي، فتكاثرت على طول المجاري المائية وحول العيون مزارع الحبوب والقطن وبساتين النخل والأعناب وحقول الخضر، مستفيدة من موقع الحاضرة بين "نهرين وعنصرهما في موضع يقال له أجلف"، أي الرأس بلسان أهل البلد. لذلك وصفت سجلماسة بأنها "من أعظم مدن المغرب".

 



بوادر الانهيار

في عهد الأمير مدرار بن اليسع (208 - 253 ه|823-876 م) دخلت البلاد في مرحلة من الاضطرابات السياسية والخلافات المذهبية بين الخوارج الصفرية والإباضية، ولم تستقر الأوضاع إلا في عهد الأمير اليسع بن میمون (270-297 ه/883 - 909 م). وفي سجلماسة تمت بيعة عبيد الله المهدي الفاطمي الذي كان قد أسر بها، لكن أتباعه هاجموا المدينة سنة 297 ه/883 م وقتلوا أميرها اليسع وأطلقوا سراح إمامهم عبيد الله المهدي وبايعوه إماما، ثم غادرها الفاطميون نحو إفريقية فاستقروا برقادة. وسيعود الفاطميون لغزوها مرارا، وقد تمكنوا من احتلالها وقتل أمرائها وتفكيك نظامها السياسي.

 

وبعد تراجع إحدى حملات الفاطميين اعتلى السلطة الأمير المداري محمد بن الفتح الملقب بالشاكر بالله (332 - 347ه/943 - 958م) قام بإبطال دعوة الفاطميين وتخلى عن المذهب الصفري والتحول إلى مذهب أهل السنة والجماعة، فتسمى بأمير المؤمنين وضرب الدنانير الذهبية التي عرفت بالدنانير الشاكرية التي انتشرت في الآفاق وعرفت بجودها وصفاء ذهبها. لكن الفاطميين لم يتخلفوا عن مهاجمة سجلماسة وإجهاض هذا التحول واحتلالهم من جديد، وقد تمكنوا من أسر الشاكر لله وأخذه أسيرا غلى رقادة حيث توفي هناك.

 

وعندما أخذت سلطة الفاطميين تتراجع وجه أمويو الأندلس حليفهم خزرون المغراوي إلى احتلال سجلماسة سنة 366 ه /976م، وتمكن من قتل آخر أمراء بني مدرار وبعث برأسه إلى قرطبة كتعبير عن الولاء "وكان ذلك في أول حجابةالمنصور بن أبي عامر المستبد على بني أمية بالأندلس". وبذلك طويت صفحة هذه الإمارة.

 

وهكذا دمرة امارة أخرى بسبب الصراع الأموي الفاطمي و دخل المغرب في مرحلة ملوك الطوائف خاصة به . شكل فيها قبائل مغراوة و بني يفرن كيانات متعددة في المغرب الأقصى.

 



أحمد بن خالد الناصري- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الجزء الأول

 محاضرات الأستاذ محمد المغراوي - كلية الأداب و العلوم الانسانية جامعة محمد الخامس الرباط.


تعليقات