يعد هذا الكتاب من النفائس التي كتبت عن المغرب بعد الاستعمار ، حيث كانت الدراسات الاستعمارية قبل فترة الحماية، وبالخصوص الفرنسية ركزت بشكل كبير حول دراسة المغرب من جوانبه المختلفة، سواء الاجتماعية والسياسية والطبيعية والإدارية والاقتصادية بالخصوص، وكل ذلك تمهيدا للاستعمار.
أما فيما يخص فترة ما بعد الاستقلال فهناك نذرة في الدراسات الفرنسية التي تهتم بالأوضاع المغربية، كما لاحظ ذلك جون واتربوري حيث قال في كتابه أمير المؤمنين " تتسم الدراسات الفرنسية حول السياسة المغربية بالنذرة خلال السنوات الأخيرة، ورغم نذرتها فإن اهتماماتها بدأت تختلف عن فترة ما قبل الاستقلال حيث أصبحت تركز بالخصوص على الأوضاع السياسية والاجتماعية، مما جعل من المغرب حقلا معرفيا مهما. ومن أهم الدارسين نجد ريمي لوفو Rémy leveau الذي قدم لنا هذه الأطروحة بعنوان الفلاح المغربي المدافع عن العرش. والتي تضم ثلاثة أقسام، وإحدى عشر فصلا وخاتمة، وملحق عبارة عن فصل تمت إضافته في الطبعة الثاني لسنة 1985.
أما من حيث العنوان، فهو يحيل على موضوع جد مهم يتطرق للعلاقة القائمة بين العرش والمقصود به القصر من جهة، وبين الفلاح والذي يمثل العالم القروي من جهة أخرى، والذي كان يمثل حوالي 80% من مجموع سكان المغرب في تلك الفترة، ومن خلال التمعن في العنوان يتبادر إلى الدهن تساؤل عن كيف يمكن للفلاح البسيط أن يدافع عن العرش وهو الذي لا يملك حتى إمكانية الدفاع عن نفسه، في حين أن من المفروض أن يدافع العرش عن الفلاح وهو الذي يملك جميع آليات السلطة والتحكم. فأين تكمن أهمية هذه الدراسة؟ وأين يتجلى دور الفلاح في الدفاع عن العرش؟ وما المضامين التي جاءت بها هذه الدراسة؟