كيف أسهم المناخ والأوبئة بالعصر الوسيط في التمهيد للنهضة الأوربية

وباء الطاعون اوروبا مرض الطاعون في اوروبا كم بقي الطاعون في اوروبا

المناخ والأوبئة في العصر الوسيط و دوره في التمهيد للنهضة الأوربية

    شهدت أوربا تحولات مناخية و الأوبئة في العصر الوسيط . كانت من بين الأسباب للتمهيد للنهضة أوربية . فكيف تمثل دور المناخ والأوبئة  في بروز للنهضة الأوربية؟



المناخ

شهدت أوربا منذ أواسط القرن 10 إلى أواخر القرن 13 م فترة دف ء مناخي أطلق عليها الباحثون "الحقبة القروسطاوية الدافئة"، فانعكس ذلك إيجابا على الإنتاج الزراعي، خاصة بعد جفاف المستنقعات وظهور مزروعات جديدة، فتطورت وسائل الإنتاج، وتزايد صهر الحديد، وبنيت أفخم الكنائس والكاتدرائيات شكرا للسماء، وتزايد عدد السكان الذي انتقل من 22 مليون نسمة سنة 950 م إلى 54,4 مليون نسمة قبيل الطاعون الأسود، ما سمح بظهور حوالي 1500 مدينة جديدة شكلت مشاتل للطبقة البرجوازية الناشئة


غير أن الأحوال ستتغير إلى النقيض مع القرن 14 م عندما ستدخل أوربا في عصرا جليديا مصغرا تميز بغزارة الأمطار وتردد العواصف، فانتشرت المجاعات وباع الناس أطفالهم مقابل الغذاء، وبالتالي كان من الطبيعي أن تستثار الهمم لاكتشاف العالم وبناء مستوطنات جديدة في أماكن أكثر دفئا وخصوبة من تلك المتوفرة في أوربا .


الأوبئة


ما كادت أوربا تلتقط أنفاسها حتى وجدت نفسها مع كارثة جديدة أشد وطأة وأعم انتشارا، وهي الطاعون الأسود الذي امتد من سنة 1347 م إلى 1351 م، وأحدث نزيفا ديموغرافيا كبيرا، حيث انتقل سكان إنجلترا من 3 مليون نسمة إلى 1 مليون نسمة فقط، وتراجع متوسط أمد الحياة في إنجلترا مثلا من 37 سنة إلى 17 سنة، ما ساهم في إضعاف أعداد اليد العاملة وارتفاع أجورها مقابل زيادة تكلفة الإنتاج، وعجل بانهيار النظام الإقطاعي وتفكيك عرى التجمع حول السيد، خاصة بعد تراجع مساحة الإقطاعات، ف أ ر غ مَ الأسياد على تقديم التنازلات للاحتفاظ باليد العاملة القليلة عن طريق التخفيف من أعبائهم، كما حصل بعض الأقنان على حريتهم، في حين فر البعض الآخر إلى المدينة، و أ سقطت الضرائب في العديد من المقاطعات، وأفلس بعض النبلاء وتزايدت الاحتجاجات في البوادي والمدن .


محاضرات الأستاذ محمد الكرادي وحدة النهضة الأوروبية كلية الأداب و علوم انسانية جامعة ابن طفيل القنيطرة

تعليقات