عندما نفكر في النهضة الأوروبية (Renaissance) التي بدأت في القرن الرابع عشر، نرى أنها كانت أكثر من مجرد فترة تاريخية؛ كانت حركة شاملة أثرت على جميع جوانب الحياة في أوروبا. هذا الامتداد للتيارات الحضارية السابقة في العصور الوسطى أحدث تغييرات جذرية في السياسة والدين والثقافة والفن والمجتمع. ورغم كل ما جلبته من تطورات إيجابية، لم تخلُ النهضة من السلبيات التي طالت حتى الحضارات غير الأوروبية. دعونا نكتشف معاً إيجابيات وسلبيات هذه الحقبة.
إيجابيات النهضة الاوروبية
النهضة الأوروبية لم تكن مجرد حركة فنية أو ثقافية، بل كانت ثورة شاملة غيرت مسار التاريخ الأوروبي والعالمي. من أبرز إيجابيات النهضة:
1. إحياء التراث الأوروبي القديم
بدأ هذا الإحياء في إيطاليا وكان من العوامل المحررة من قيود العصور الوسطى.
2. التقدم العلمي والطبي والتعليمي
رغم معارضة الكنيسة، شجعت الجامعات على دراسة التشريح مما أحدث قفزات نوعية في الطب والعلوم.
3. بروز القوميات واللغات الحديثة
تم ترجمة الكتب المقدسة والأعمال الأدبية إلى اللغات القومية، مما عزز الهوية الوطنية.
4. تطور الطباعة
ساهمت الطباعة في نشر المعرفة بشكل واسع وسريع، مما أثر إيجابياً على التعليم والثقافة.
5. الثقافة الإنسانية الجديدة
ركزت على قيمة الإنسان وحياته الحالية، بدلاً من التركيز فقط على ما بعد الحياة.
6. النهضة الفنية
مثلت الثورة الفنية قطيعة مع المفاهيم القديمة، وأعادت تصوير الإنسان بشكل أكثر واقعية وجمالية.
7. روح التجديد والابتكار
شجعت النهضة على الابتكار في كافة المجالات، من السياسة إلى الفن.
8. نهاية النظام الإقطاعي
أدى ظهور الطبقة البرجوازية إلى تلاشي النظام الإقطاعي.
9. ظهور الدولة الحديثة
تطورت أنظمة الحكم وظهرت الدولة الحديثة بفضل التغييرات السياسية والاجتماعية.
سلبيات النهضة الاوروبية
بالرغم من كل هذه الإيجابيات، لم تكن النهضة الأوروبية خالية من السلبيات. بعض هذه السلبيات شملت:
1. قيام الإمبراطوريات والتنافس الاستعماري
أدى هذا إلى صراعات وحروب عديدة، واستعمار العديد من الدول غير الأوروبية.
2. اختلال التوازن في البحر الأبيض المتوسط
تضررت التجارة في العالم العربي الإسلامي بشكل كبير.
3. استيلاء الأوروبيين على أمريكا
كان لهذا أثر مدمر على السكان الأصليين من خلال الاستعباد ونقل الأمراض القاتلة.
4. انتشار تجارة العبيد
تم استغلال الأفارقة كعبيد، وهو من أبشع الفصول في تاريخ البشرية.
آراء بعض الكتاب العرب حول النهضة
إبراهيم خليل العلاف
"وصلت النهضة أوجها في أواخر القرن السادس عشر، وكانت الفنون والعمارة الميدانين البارزين اللذين تجلت فيهما النهضة. لم تقتصر هذه الحركة على إيطاليا فقط بل امتدت لمعظم الدول الأوروبية، محققةً إحياءً للتراث، وإنعاشاً للتجارة، وتغييرات جذرية في أسس الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية."
حسن حنفي
"النهضة الأوروبية كانت نقطة تحول في الوعي الأوروبي، معلنةً نهاية مرحلة وبداية أخرى. انتقل الأوروبيون من سلطة أرسطو وشراحه المسلمين إلى سلطة العقل، ومن الكتاب المغلق (المقدس) إلى كتاب الطبيعة المفتوح، ومن التمركز حول الله إلى التمركز حول الإنسان."
ثورة الفكر في عصر النهضة الأوربية : المألف لويس عويض - الطبع1987م
التاريخ الحديث والمعاصر: عصر النهضة الأوروبية - إسحق عبيد الناشر: دار الفكر العربي – القاهرة الطبعة: 2006