نعتبر حركة الإصلاح الديني reformation اللوثري الذي قاده مارتن لوثر ابرز إصلاح ديني في أوروبا . ولد مارتن لوثرMartin Luther بمقاطعة سكسونيا في ألمانيا القرن الخامس عشر سنة 1483م، وكان مارتن لوثر ينتمي إلى أسرة ميسورة بدأ بدراسة العلوم الدينية المسيحية ثم التحق بجامعة Erfurt حيث حصل على الإجازة في الفلسفة في بداية القرن السادس عشر سنة 1505، ثم تابع دراسته في سلك الحقوق على غرار ابناء البورجوازية الصغيرة إلا أنه انقطع عن هذا التعليم والتحق بسلك الرهبان رغم رفض أبيه، وحصل على الدكتوراه في علم اللاهوت تاريخ 1512،ثم على كرسي الأساتذية في جامعة Witten burg الألمانية وكان مارتن لوثر شديد الخوف من الله واضطربت لأجل تلك نفسه، فبدا بالبحث عن الخلاص.
واستمر مارتن لوثر على هذا الحال حتى سنة 1515، وهدأت نفسه عقب قراءته لمقولة بولس:"أما البار فبالإيمان يحيى". ومن ثم اعتبر مارتن لوثر أن أساس الخلاص، الإيمان وليس العمل ، لدى ليس هناك جدوى من الطقوس والاحتفال الديني. وقد ارتكز مارتن لوثر في تفكيره هذا على الكتاب المقدس وسير الرسل ومؤلفات اوغسطينوس.
وعندما بعثت كنيسة روما الكاثوليكية عام 1517 براهب إلى منطقة الساكس لبيع صكوك الغفران، قام مارتن لوثر بنشر إعلان من 95 بند يدين فيه هذه التجارة المشينة و أبرز تناقضها ،ويوضح أن من يغفر الذنوب هو الله وليس البابوية.ودخلت الكنيسة مع مارتن لوثر في صراع ديني كبير نظرا لانتشار أفكاره بین المثقفين، وكدا لدعوته الأمراء بإنشاء كنائس مستقلة عن روما، ولإباحته الزواج لرهبان ولطلبه بضرورة إخضاع السلطة الدينية للسلطة المدنية. كما أبان أن البابا لا يملك سلطة تفسير الكتاب المقدس.
وأمام الخطورة التي أصبح يمثلها زعيم حركة الاصلاح مارتن لوثر اصدر البابا إعلانا يهدده فيه بالحرمان.ولم يتراجع مارتن لوثر عن موقفه بل قام بإحراق الإعلان أمام الملأ سنة 1520 فنقد البابا قراره وضغط على الإمبراطور شارل الخامس لاعتقال الراهب الألماني البروتستانتي. على اثر تلك عقد الإمبراطور مجمعا دينيا سنة 1521 حيث استدعي مارتن لوثر لتفسير تصرفه. غير أن هذا الأخير رفض الحضور فأهدر دمه، مما اضطره للاختفاء لمدة سنة ورغم المضايقات داع فكر الوئر واستعمله الفلاحون كغطاء إيديولوجي في ثورتهم التي انطلقت في تاريخ 1524 ،غير أن مارتن لوثر تبرأ منها وهذا ما افقد حركته دعم الطبقات المتوسطة والفقيرة والواقع أن مارتن لوثر لم يكن يسعى إلا إلى الإصلاح الديني في ظل الحكومات القائمة، فطلب دعمها.
وهذا ما يفسر اعتدال موقف شارل الخامس اتجاه أتباع المعتقد البروتستانتي اللوثري رغم ضغوط الكنيسة ورجال الدين الكاثوليك لكن هذه الضغوط دفعته في الأخير إلى عقد مجمع إمبراطوري ثان سنة 1529، الغي فيما سبق أن منحه للأمراء من حرية اختيار المذهب واحتج أتباع حركة مارتن لوتر البروتستانتية على هذا القرار بقوة فلقبوا بالمحتجين البروتستانت. واضطر الإمبراطور إلى عقد مجمع أخر نفس السنة، ولم يقع الحسم رغم ذلك, وانتظم الأمراء البروتستانت داخل حلف شمالكالدي وكون نظراءهم الكاثوليك حلف نورنمبورغ. وتوفي مارتن لوثر سنة 1546 بعد أن دخلت ألمانيا في صراع ديني دموي،ولم يتم إنهاء الصراع إلا بعد أن اعتلى العرش الإمبراطور فردیناند الذي دعا إلى عقد مجمع باغسبورغ منة 1555 وقبل الجانبان المتحاربان بنود الصلح، وتم الاعتراف بالبروتستانتية اللوثرية كيانة للمناطق الشمالية على وجه الخصوص، وامتد نفوذها حتى البلاد الاسكندينافية والسواحل الشرقية لبحر البلطيق. الصلح، وتم الاعتراف بالبروتستانتية اللوثرية كيانة للمناطق الشمالية على وجه الخصوص، وامتد نفوذها حتى البلاد الاسكندينافية والسواحل الشرقية لبحر البلطيق.