الكالفينية أو الإصلاح الكالفيني و صاحبها جون كالفن . يعتبر كالفن من رواد الإصلاح الديني بسويسرا والذي كان له صدى في اوروبا و أمريكا جون كالفن أكثر من زوينكلي الذي سبقه بالإصلاح في سويسرا .ازداد سنة 1509 بمدينة نيون الفرنسية Noyon . كان أبوه شديد التعلق بالدين فارتأى أن يجعل منه راهبا. درس القانون باورلیون Orleans وبورج Bourges وتأثر بافكار الحركة الإنسية وبالإصلاحات الدينية التي قادها مارتن لوثر بل أصبح من دعاة الصلاح بعد استقراره بباريس مما جلب له الكثير من المتاعب ودفعه إلى الفرار.
خلال رحلته الشاقة استقروقتا من الزمن بمدينة ستراسبورغ Strasbourg حيث اتصل ببوسر Bucer وهو رجل دين ألماني من أتباع لوثر كما التقى بمدينة فريبورغ Fribourg بایرازم وبذلك استكمل تكوينه الديني واللاهوتي. وقد أحس كالفن بالقلق الشديد نتيجة الاختلافات بين المصلحين ونتيجة للمحن التي تعرض لها البروتستانت اللوثريين بفرنسا، خاصة بعد أن تغير موقف الملك فرنسوا الأول اتجاههم مند سنة 1528 بسبب الضغط الخارجي فتم إعدام الكثير منهم في وقت تمكن اخرون من الفرار .
وفي سنة 1536 اصدر كالفن كتابه "تعاليم الديانة المسيحية ولم يتوجه كالغن إلى قومه خاصة على غرارما قام به لوثر مع الألمان، بل كانت دعوته إلى كل البشر دونما اعتبار إلى انتماءاتهم السياسية أو القومية واستمد كلفن معظم أسس إصلاحته من لوثر فطالب بقيام كنيسة مستقلة عن كنيسة روما. واعتبر الكتاب المقدس وليس البابا المرجع الأساس في أمور الدين والعقيدة، ودعا إلى ضرورة السماح لرجال الدين بالزواج والی عدم تقديس مريم العذراء والقديسين. بل رای الإيمان سبيل الخلاص قبل العمل.
إلا أن ما يميز لوثر عن كالفن في هذا الجانب هو إيمان هذا الأخير بالجبرية والقدرية. فولوج الجنة أو النار مقدرة على الإنسان منذ الأزل وهي تدخل في علم الله ومشيئته كما يقر كالفن بضرورة خضوع سلطة الدولة لسلطة الدين وليس العكس.
وقد جعل كالفن من مدينة جنيف حيث استقر مند 1536 مركزا لنشر دعوته التي لقيت إقبالا لدى كثيرين من المسيحيين وأسس حكومة تيوقراطية دينية تميزت بالتشهد ومراقبة صارمة الأخلاق الناس ومعاقبة المتهاونين عن أداء واجبهم الديني. وقد أقيم لأجل تلك مجلس خاص. وكان حد الزنا والمروق عن الدين القتل، والتهاون السجن. كما تم تأسيس جامعة التكوين الدعاة، وانفصلت بالتالي الكنيسة الكالفينية عن الكنيسة البابوية ولم يكد كالفن يفارق الحياة سنة 1564 حتى كانت دعوته قد انتشرت عبر كثير من بلدان أوروبا کهولندا وبلجيكا وبعض الأقاليم الانجليزية والاسبانية والايطالية وبوهيميا تشيكوسلفاكيا الشرقية والمجر.بل أصبح يدين بهدا المذهب خمس سكان فرنسا وينتمي معظمهم الى طبقة النبلاء والطبقة البورجوازية. ولأجل ذلك تم إنشاء مقر الكنيسة الكالفينية بباريس.
تاريخ عصر النهضة الاوربية - د. نورالدين حاطوم