إمارة بني صالح في نكور .. أول حكم محلي في بلاد المغرب بعد الفتح الإسلامي

امارة بني صالح بنكور امارة بني صالح في بلاد نكور pdf بنو صالح بني وجكل إمارة بني صالح في بلاد نكور pdf بني تادجيت امارة بني صالح في نكور تحميل كتاب إمارة بني صالح في بلاد نكور pdf قبائل بني زمور إمارة بني صالح في بلاد نكور مريغة بني صالح شفشاون سيدي بوعباد إمارة بني صالح إمارة نكور pdf إمارة نكور هسبريس حكام إمارة نكور إمارة النكور pdf امارة السملاليين امارة النكور نكور واد نكور النكور إمارة نكور في ساحل الريف دولة نكور إمارة نكور بني صالح تعريف إمارة نكور ،إمارة نكور pdf إمارة نكور هسبريس تعريف إمارة نكور حكام إمارة نكور تحميل كتاب إمارة نكور إمارة النكور pdf امارة النكور امارة نجران إمارة نكور في ساحل الريف إمارة نكور بني صالح تاريخ إمارة نكور جزيرة النكور,جزيرة نكور,قربان جدي نكور,دولة الأدارسة,دولة الموحدين,دولة السعديين,دولة العلويين,دولة المرابطين,الدولة المغربية,دولة المرنيين الوطاسيين,عن إمارة النكور بالحسيمة,التاريخ الموري,, الدول التي حكمت المغرب تاريخ اول دولة بالمغرب أول دولة اعترفت بالمغرب اول دولة مستقلة بالمغرب الاوسط اول دولة اسلامية بالمغرب اول دولة تاسست بالمغرب أول دولة إسلامية مستقلة بالمغرب دولة عربية 8 حروف اول حرف ا

 عرف المغرب في الفترة الممتدة من غاية ثورة البربر سنة 124ه إلى ظهور حركة المرابطين عددا من الإمارات المستقلة كانت أولها إمارة بني صالح بمنطقة الريف التي مثلت أول حكم محلي وظلت قائمة بنكور ما يربو على الثلاثة قرون ونصف، والإمارة البرغواطية التي حكمت منطقة تامسنا مدة مماثلة، وإمارة بني مدرار المكناسية بسجلماسة التي دامت قرنين وربعا. وظهرت في نفس القرن إمارة الأدارسة بوليلي واقترب عمرها من القرنين. وفي غضون ذلك ظهرت إمارات محلية أقل شأنا مثل إمارة بني عصام بسبتة.



تأسيس إمارة نكور :

أسس هذه الإمارة شخص يدعى صالح بن منصور الحميري، كان قد قدم من القيروان في ظروف لم تتضح معالمها، ونزل بمرسی تمسامان حوالي سنة 79 هجرية (698م) وهي المرحلة الغامضة التي سبقت قدوم موسى بن نصير، ثم استخلص المنطقة لنفسه، أي أنه استطاع تأسيس حكم محلي مستقل بما لم ينازعه فيه أحد، ويتعلق الأمر بالمنطقة الممتدة على طول ساحل بحر الروم من حدود ملوية إلى مشارف تكيساس قريبا من سبتة. وقد اشتهر صالح بن منصور بالعبد الصالح تقديرا لفضله في التعريف بتعاليم الإسلام في أوساط قبائل نفزة وصنهاجة وغمارة التي أسلمت على يديه، مما اضطر الخلافة الأموية إلى الاعتراف بوضعيته الخاصة بالمنطقة "فأقطعه إياها الوليد بن عبد الملك في أعوام إحدى وتسعين من الهجرة (709م)". وتعزز موقعه عندما تم تنبيه والي إفريقية والمغرب موسى بن نصير إلى عدم التدخل في شؤونه العدله ويتركه على رأيه". وهكذا تمتعت إمارة صالح بن منصور بوضعية إدارية خاصة وارتبطت مباشرة بدمشق باعتبارها إقطاعا من الخليفة، لذلك لم تتبع لعمالة طنجة ولا لولاية القيروان.


 

انتقل أثر ثورة البربر إليها، فانتزعها الزعيم الخارجي داوود الرندي من أميرها لينخرط في ثورة البربر العارمة، غير أن فشل الثورة عجل بتحرك مضاد لقبائل المنطقة الذين قاموا بقتل الرندي وعادوا إلى طاعة صالح بن منصور فأصبح منذئذ حاكما مستقلا للإمارة، وظل على رأسها إلى وفاته سنة 132 هجرية (749م). لقد كانت هذه الصيغة في الحكم فريدة، حيث تطورت التجربة من مغامرة شخصية لداعية لقي ترحيبا من سكان المنطقة وساعدوه على الاستقلال بها، إلى إقطاع رسمي من الخلافة، إلى إمارة مستقلة بعد فشل ثورة البربر. وخلافا لإمارة بني طريف البرغواطية التي تبنت في البداية مذهب الخوارج ثم انتقلت إلى نحلة خاصة بها، فقد تشبث بنو صالح بالذهب السني، وعندما هبت رياح المذهب المالكي على إفريقية والأندلس وللغرب انخرطت فيه إمارة بني صالح.


 

 بعد وفاة صالح انتقلت الإمارة إلى ابنه المعتصم بن صالح الذي عرف بشهامته وإقباله على العبادة، واشتهر بالتمسك بالعدل والصلاح والاقتداء بسياسة الخلفاء الراشدين، فجمع بين الإمارة والصلاة والخطبة. لكنه لم يحكم إلا سنة واحدة وتوفي.


 

ازدهار إمارة نكور

 يرجع الفضل في استكمال أركان الإمارة لإدريس بن صالح (132 - 143 ه/749 - 760م) الذي أسس مدينة نكور، فأصبحت قاعدة للإمارة. وهو الذي آوي الأمير الأموي عبد الرحمن بن معاوية الهارب من بطش بني العباس والذي تمكن سنة 138 ه من إعلان نفسه أميرا بالأندلس، وهذا ما يفسر متانة العلاقات بين إمارة تكور وأمويي الأندلس على مر القرون.

 

تابع الأمير سعید بن إدريس (143 - 180 ه/760 - 796م) اهتمام والده بمدينة نكور فبنى بها مسجدا جامعا ودارا للإمارة ومصلى وأسواقا وحمامات وأرباضا. وهذا ما عجل بتوافد العديد من الحرفيين والتجار اليهود الذين نسبت لهم إحدى أبوابها، كما سميت قرية بضواحيها بقرية الصقالبة نسبة إلى العبيد الصقالبة البيض المجلوبين من القبائل السلافية بأوربا الشرقية والذين يبدو أنهم استخدموا في الجيش والإدارة. وأمام مظاهر الازدهار هذه لم تتردد بعض المصادر القديمة في اعتبار نکور "المدينة العظمي" التي أصبحت تستقبل قوافل التجارة الصحراوية القادمة من بلاد السودان عبر سجلماسة. كما اهتم سعید بن إدريس أيضا بمدينة المزمة التي تقع إلى الغرب من نكور. وأصبح مرساها منطلقا لرحلات بحرية في اتجاه الأندلس. وانتعشت أيضا مدن بادس ومليلة، فضلا عن بعض المدن والمرافئ الصغيرة مثل هرك وكرط وأدار وأوفتيس وتمسامان وبالش، وقواعد القبائل مثل جراوة ومرجانة وتاوريرت.

 

وفي عهد سعيد بن إدريس وفد على المغرب المولى إدريس بن عبد الله الحسني الذي تمكن بمساعدة قبيلة أوربية من تأسيس إمارة الأدارسة بوليلة، وسرعان ما وصلت دعوته إلى قبائل صنهاجة وغمارة فثارت على الأمير سعید بن إدريس وبايعت لإدريس الأول، وقاد تلك الثورة ماكسن الصنهاجي، لكن اغتيال إدريس الأكبر بعد سنوات قليلة جعل إمارة بني صالح تسترجع استقلالها، فأصبحت أكثر قوة تحت حكم أميرها القوي صالح بن إدريس (180 - 250ه/796 - 864م) الذي تميز عهده بحصول نهضة ثقافية قوية ميزها ظهور عدد من الأسماء في مجالات العلوم المختلفة مثل الكاتب محمد بن سعيد بن أبي سليمان من بني يطفت من نفزة، واللغويين أبي محمد عبد الله بن غالب وحسين بن فتح النكوري، والشاعرين إبراهيم بن أيوب النكوري والأخمش الطليطلي، وعالمي الحساب أبي غالب بن تمام وأبي عمران موسی بن ياسين الذي ألف في الحساب "كتبا نافعة".

 

كما استمت نهضتها بالاهتمام بالصناعات، وأشهرها صناعة الزجاج من الحجارة، وعمل الكيمياء وصنع الآلة المعروفة بالمنقانة (الساعة)، وتمت العناية أيضا بالفلاحة، فتم تطوير تقنيات السقي عبر القنوات والنواعير والأرحي على طول وادي نكور، إلى جانب العناية بانتخاب أصناف النباتات والغروس وأنواع الفواكه، وتجوید نسل البغال والخيول.



 

إمارة نكور في مواجهة الأطماع الخارجية :

في أوج قوتها تعرضت حاضرة نكور لغارات النورمان وهم من الشعوب الإسكندنافية الذين كانوا يقومون بعمليات القرصنة في بحر الشمال والبحر المحيط، فهاجموها عن طريق البحر سنة 244 هجرية (858م) واحتلوها وخربوا معالمها وسبوا أهلها ونهبوا ما وجدوا بها من الذهب والفضة والأموال العظيمة". وقد كانت هذه الحادثة سببا في دخول الإمارة في مرحلة من الاضطرابات الداخلية بين مكوناتها القبلية من جهة وبين الجند والعامة والمماليك الصقالبة من جهة ثانية. ومع أن الأمير سعید بن صالح (250 - 305ھ/864 - 917م) قد استطاع أن يحكم أمورها من جديد فإن تعرضها لهجوم الفاطميين واحتلالها وقتل هذا الأمير قد أدخلها مرة أخرى في دوامة من الاضطراب.

 

ولم تكد الإمارة تسترجع أنفاسها بثورة أهلها على الفاطميين حتى تعرضت لهجوم قبائل مكناسة بقيادة موسی بن أبي العافية المكناسي الذي أحكم الحصار على مدينة نكور سنة 317م ثم دخلها واستباحها "وانتهبها وهدم أسوارها وخرب ديارها ونسف آثارها وتركها بلاقع تسفي عليها الرياح وتعاوي فيها الذئاب"، ثم قتل أميرها عبد السميع اللويد بن عبد البديع بن صالح بن سعید بن إدريس بن صالح بن منصور (317 - 929/ 319 - 931) بعد تراجع ابن أبي العافية عن نکور سارع أهلها البربر إلى مبايعة أبي أيوب إسماعيل بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن سعید بن إدريس بن صالح (320 - 932/ 323 - 934) الذي "قام بالأمر وبني المدينة القديمة التي أسسها جده صالح، وأدار بما السور وحصنها"، لكن الإمارة لم تلبث أن تعرضت من جديد لهجوم فاطمي ثان في عهد أبي القاسم محمد بن عبيد الله الشيعي، بعدما وجه لأبي أيوب إسماعيل رسلا يدعونه للدخول في طاعة الفاطميين فرفض العرض وقتل رسل الفاطميين، وفي عملية تأديبية وجه له الخليفة الفاطمي قائده صندل فحاصر نکور ثم اقتحمها وقتل الأمير أبا أيوب إسماعيل سنة 323ھ/934م.

 

لدفع الخطر الفاطمي هاجمت الخلافة الأموية بالأندلس نكور واحتلتها سنة 324 هجرية (935) بواسطة أسطول "بلغت عدة مراكبه أربعين قطعة وعدد ركابه ثلاثة آلاف رجل".

 

أدت هذه التدخلات الخارجية وما صاحبها من عنف إلى خراب مدن الإمارة وانحسار عمرانها والتحول إلى إقامة مجموعة من القلاع مثل قلعة الصقالبة وقلعة إكری وحصن تسافت، فضلا عن قلعة کرط وقلعة جرارة، كما غدت "نکور مدينة مقتصدة وكانت قدها أعظم". وبعدما تغيرت معالمها بتوالي الخراب، تم تحصينها وإعلاء أسوارها. كما أصبحت مدينة مليلة بالمثل "لها سور صخر وداخلها قصبة مانعة". وبالتدريج بدأت النخب العلمية تهاجر الإمارة وتلتحق بالأندلس. ثم لم تتوقف أحوال الإمارة عن التدهور إلى أن هاجمتها قبائل أزداجة البدوية سنة 410 هجرية (1019م) وتمكنت من القضاء عليها.



 احمد بن خالد الناصري- الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الجزء الأول
احمد عزاوي - مختصر في تاريخ الغرب الإسلامي , الجزء الأول , الطبعة الثالثة , rabat net maroc , الرباط , 2012.
 محاضرات الأستاذ محمد المغراوي - كلية الأداب و العلوم الانسانية جامعة محمد الخامس الرباط.

تعليقات